1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ماذا يعني الثامن من أيار/ مايو 1945 بالنسبة إلى روسيا؟

من الصعب وصف معاناة الشعب الروسي في الحرب العالمية الثانية، ولذا تحتفل روسيا حتى يومنا هذا بـ"يوم النصر"، لكن الاحتفالات لم يرافقها نقد بناء لأحداث الحرب حتى اليوم.

https://p.dw.com/p/6bB1
جنود سوفيات وأمريكان في أول لقاء بعد النصر على النازيةصورة من: dpa

لا يزال الروس يقيمون احتفالاتهم التقليدية بذكرى إعلان استسلام الجيش الألماني في عام 1945 وبتاريخ التاسع من أيار/مايو حسب التوقيت في موسكو. ولم تطرأ تغييرات كبيرة على مراسيم الاحتفالات منذ أيام ستالين: في يوم النصر يقيم الجيش والجنود السابقون استعراضاً عسكرياً في الساحة الحمراء في موسكو. ويلقي كبار رجال الدولة كلماتهم بهذه الذكرى من منصة على ضريح لينين. لا ينحصر إحياء ذكرى معاناة الروس في الحرب العالمية الثانية على العاصمة موسكو بل يشمل ذلك روسيا كلها حيث تقام مهرجانات بهذه الذكرى وتوضع الورود على النصب التذكارية.

يوم العطلة المفضل

Josef Stalin
ستالين أكبر صناع النصر على النازيينصورة من: dpa

لم يكن العرض العسكري الضخم في أيام الاتحاد السوفييتي دعاية شيوعية فقط الهدف منها إظهار تفوق النظام السوفييتي، فقد كانت كذلك رغبة طبيعية للمواطنين لأنه في كل أسرة تقريباً كان هناك جندي قديم أو شخص عانى من قسوة الحرب، ولذا كان لهذا اليوم أبعاد شخصية بالنسبة لجيل الحرب. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع قيمة يوم النصر كعطلة رسمية بشكل غير عادي لدى الناس، وتقول الاستفتاءات إن التاسع من أيار يعد يوم العطلة الثاني الأكثر تقديراً عند الروس بعد عيد رأس السنة. وهناك 70 % من المواطنين الذين يعتبرون يوم النصر أهم يوم وطني ويريدون الاحتفاظ به كعطلة رسمية، وخلافاً لهذا استطاع الرئيس بوتين إلغاء العطلة الرسمية في السابع من نوفمبر / تشرين الثاني كذكرى تسلم الشيوعيين للسلطة عام 1917 دون احتجاجات تذكر.

صورة تاريخية محدودة

Rote Fahne auf dem Berliner Reichstag 1945
أحد مشاهد الدمار التي أصابت قاعة مكتبة الدولة في برلين خلال الحرب العالمية الثانيةصورة من: dpa

إن القوة الرمزية ليوم النصر والاحتفالات الرسمية لا تفسح المجال أمام إلقاء نظرة ناقدة على الماضي لمناقشة أحداثه واستخلاص العبر منه. كتب على النصب التذكاري "بوكلونايا غورا" الذي دشن عام 1995 في موسكو بمناسبة الذكرى الخمسين ليوم النصر "الحرب الوطنية الكبرى 1941-1945" ولم تذكر الحرب العالمية الثانية باسمها والنتيجة هي أنه لا تزال هناك معرفة قليلة لدى قسم كبير من السكان بأحداث الحرب العالمية الثانية والتاريخ مليء بتصورات سوفييتية نمطية. ينطبق ذلك على دعم ستالين لهتلر في هجومه على بولندا تطبيقاً لاتفاق هتلر – ستالين وأيضاً الاحتلال الوحشي لدول البلطيق ولبولندا وبيساربيا من عام 1939 حتى عام 1941 وكذلك الأمر خطأ القيادة السوفييتية في ذلك الحين في تقديراتها حول الهجوم الألماني على الاتحاد السوفييتي والذي أدى إلى خسائر مادية وبشرية فادحة وأسر مئات الآلاف من الأسرى. هذا بالإضافة إلى ما عاناه المدنيون الألمان والبولنديون والأوكرانيون وغيرهم أثناء زحف الجيش الأحمر نحو برلين. صحيح أن الجيش الأحمر السوفييتي حرر بلاده من الاحتلال الألماني لكنه في الوقت ذاته احتل دول شرق أوروبا وعين أنظمة ستالينية مؤيدة للنظام السوفييتي.

الانتصار السوفيتي كأداة سياسية

Der im Zweiten Weltkrieg zerstörte Kuppellesesaal der Staatsbibliothek zu Berlin, Haus Unter den Linden
صورة من: Staatsbibliothek zu Berlin - Preußischer Kulturbesitz

ساهم كلا الرئيسين الروسيين يلتسين وبوتين من خلال سياستهما في إبقاء الذاكرة غير الموضوعية لدى الروس وذلك لعدم إفساحهما المجال أمام نقاش وتحليل ناقد في خطاباتهما واستخدامهما للعواطف الوطنية الهياجة للكثير من المواطنين الروس في يوم النصر ليدعوا إلى وحدة الشعب الروسي.

إن التمزق الإثني والإجتماعي للمجتمع الروسي الحالي والحسرة المؤلمة على خسارة الامبراطورية السوفييتية وكذلك خطر الإرهاب، كل ذلك يجعل من يوم النصر أداة ناجحة يمكن استخدامها في السياسة ولذا لم يعد يشارك الكثير من جنود الحرب العالمية الثانية في الاستعراضات الرسمية، وعوض ذلك يشارك الكثير من الجنود السابقين في الحرب الأفغانية والشيشانية وكذلك وحدات وزارة الحماية من الكوارث.

انغو مانتويفل/ ترجمة سمير مطر

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد