1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مبادرة لتشجيع أبناء الأجانب على دخول الجامعات الألمانية

٦ سبتمبر ٢٠١٠

أكد التقرير الأخير حول اندماج الأجانب في ألمانيا على انخفاض نسبة الطلاب الألمان ذوي الأصول الأجنبية. ويرجع الخبراء سبب ذلك إلى افتقار عائلات المهاجرين إلى مستوى تعليمي يمكنها من تشجيع أبنائها على بدء مسيرة دراسية.

https://p.dw.com/p/P3uK
عدد الطلاب الألمان من أصول أجنبية قليل نسبيا في الجامعات الألمانية.

المئات من البالونات الهوائية البرتقالية اللون تحلق في سماء برلين الزرقاء رمزا لألف تلميذ وتلميذة من المشاركين في مشروع "التوجيه الدراسي"، الذي يهدف إلى تشجيع ودعم أبناء المهاجرين في ألمانيا على بدء مسيرة دراسية في الجامعات. إحدى المشاركات في المشروع هي التلميذة شيبة أرول ذات الأصول اللبنانية والتي تبلغ تسعة عشر عاما. وحسب قولها فإن مشروع الدعم "جيد للغاية، حيث ساعدني على اختيار مسيرتي العلمية، كما أني أملك تصورا واضحا حول المهنة التي أريد ممارستها في المستقبل." وحصلت التلميذة شيبة أرول على المعلومات الأولية حول مشروع "التوجيه الدراسي" في المدرسة قبل سنة تقريبا، كما تقول. حينها لم تتردد في تقديم طلب للقبول: "ولحسن حظي تم قبولي مباشرة، وهذا ما يسعدني كثيرا".

نسبة انقطاع كبيرة

Studienkompass Luftballons
بالونات هوائية تم إطلاقها في صيف 2010 رمزا للتلاميذ المشاركين في مشروع التوجيه الدراسي.صورة من: studienkompass.de

يهدف مشروع "التوجيه الدراسي" الذي أطلقته المؤسسة الألمانية للاقتصاد وبتعاون مع مصرف دويتشة بنك ومؤسسة أكسنتور (Accenture) الألمانيتين منذ ثلاث سنوات، إلى مساعدة التلاميذ المنحدرين من عائلات يفتقر أفرادها إلى تكوين جامعي، على اتخاذ الخطوة الأولى لدخول الجامعة. وهذا هو القاسم المشترك بين المشاركين في مشروع "التوجيه الدراسي"، وهو كونهم ينتمون لعائلات لم يتمكن أفرادها من الحصول على شهادات أكاديمية، ما يبعد الأبناء عن التفكير في الدراسة الجامعية كخيار أو كوسيلة لضمان مستقبلهم العملي، حسب اعتقاد الخبراء.

وحسبما جاء في التقرير السنوي حول إندماج الأجانب في المجتمع الألماني، والذي تصدره الحكومة الألمانية، تطغى هذه الظاهرة على العائلات الألمانية ذات الدخل المحدود وعلى العائلات ذات الأصول الأجنبية بشكل كبير. فنسبة التلاميذ من أصول أجنبية المنقطعين عن الدراسة تبلغ 13%، ما يعد نسبة عالية مقارنة بشرائح المجتمع الألماني الأخرى. ونتيجة لذلك فإن عدد الطلاب الأجانب في الجامعات الألمانية لا يتعدى 140.000 طالبة وطالب، ما يعادل نسبة 8% من مجموع الطلاب، حسب إحصائيات المصالح الاجتماعية للطلاب. وحسب قول أولريش هاينتس، مدير مشروع "التوجيه الدراسي" لدى مؤسسة الاقتصاد الألماني، لا يجد الشباب المنحدرون من عائلات تفتقر إلى مستوى أكاديمي من يقدم لهم النصائح الضرورية داخل عائلاتهم: "لهذا السبب فهم لا يملكون أية تصورات حول الجامعة، ولا يعرفون ما إذا كان بإمكانهم تمويل الدراسة مثلا، أو الدخول إلى الجامعة، و ما هي الشروط الضرورية لذلك. الإجابة على كل هذه الأسئلة تتطلب وقتا طويلا، حتى يقتنع هؤلاء الشباب أنه بإمكانهم أيضا بدء مسيرة دراسية."

مشروع بتمويل من الحكومة

Studienkompass
صورة جماعية للمشاركين في المشروع في مدينة برلين الألمانية.صورة من: studienkompass.de

لتفادي هذه الظاهرة يطمح مشروع "التوجيه الدراسي" إلى تشجيع المشاركين ومساعدتهم على الثقة في أنفسهم والتغلب على الخوف من الفشل في الدراسة. ويقضي المشروع بأن يكون لكل تلميذ مرافق يقدم له المعلومات المفيدة والنصائح التي تتعلق بمسيرته الدراسية الخاصة والتي لا يحصل عليها التلميذ داخل بيته. إضافة إلى ذلك ينظم المشرفون على المشروع دورات تدريبية تبدأ سنتين على الأقل قبل حصول المشاركين على شهادة الثانوية العامة. ويتلقى المشاركون رعاية فردية تستمر حتى نهاية السنة الجامعية الأولى، كما يؤكد أولريش هينتس، الذي تشترك مؤسسته في تنظيم المشروع وتمويله، حيث تبلغ تكاليف رعاية التلميذ الواحد حوالي 2.500 يورو في السنة.

لتغطية هذه المصاريف تقدم الحكومة الألمانية دعما ماليا بقيمة 850.000 يورو، كما تقول سكرتيرة الدولة في الوزارة الاتحادية للتعليم والبحث العلمي، كورنيليا كفينيت- تيلين، والتي تعتبر المشروع مبادرة ناجحة. فمن خلاله "يلتقي شباب كثيرون ينحدرون من أصول 25 دولة، ما يساهم حسب اعتقادي، في اندماج المجتمع."

أما التلميذة شيبة آرول فقد استطاعت بفضل النصائح التي حصلت عليها داخل الدورات التدريبية أن تحدد مسيرتها العملية. فهي تتطلع للتقدم العام المقبل لامتحانات الثانوية العامة حتى تتمكن من دخول الجامعة، عكس والديها الذين لم يحصلا على تعليم جامعي، كما تقول الشابة اللبنانية الأصل. فقط من خلال الدراسة يمكنها تحقيق حلمها، كما تقول: "أريد أن أحقق شيئا ما في حياتي. أريد أن أحصل على عمل ثابت، وأنا أحتاج إلى الدخول إلى الجامعة من أجل تحقيق هذا الهدف. أرغب في أن أصبح مدرسة للغتين الألمانية والإنجليزية."

الكاتب: كريستوف ريشتر / خالد الكوطيط

مراجعة: عبد الرحمن عثمان

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد