1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

محاكمة أحداث بورسعيد: دعوات لإنزال أقسى العقوبات

١٠ أبريل ٢٠١٢

بعد قرابة شهرين من وقوع أحداث بورسعيد التي أودت بحياة 74 شخصا، تتجه أعين الشارع المصري وفي مقدمتهم "ألتراس" النادي الأهلي، إلى المحاكمة التي ستنطلق في الـ17 من الشهر الجاري، أمام مطالب بإنزال أشد العقوبات على المتورطين.

https://p.dw.com/p/14XG0
صورة من: picture-alliance/dpa

أصبح الأول من شهر شباط/فبراير من هذا العام تاريخا يؤرخ لجرح عميق لن تشفى منه الذاكرة الوطنية المصرية سريعا، لأنه اليوم الذي شهد أحداثا دامية على ملعب بورسعيد، أدت إلى مقتل أربعة وسبعين مشجعا وإصابة المئات بجروح. وجاء ذلك على خلفية المباراة التي جمعت بين فريق المصري وضيفه الأهلي عند انطلاق منافسات الدوري المصري لكرة القدم. ولا زالت تداعيات الأحداث تشغل بال الرأي العام المصري، بل والأهم من ذلك، لازالت حرقتها مشتعلة في قلوب أهالي الضحايا وأمهاتهم الثكلى، كما هو حال والدة محمد رشدي التي تطالب "بالقصاص من قتلة ابنها"، وتدعو "بحرق قلوبهم مثلما احترقت قلوب الشباب الضحايا".

موقف الألتراس من النظام السابق

واندلعت الأحداث الدامية عندما اجتاحت جماهير المصري البورسعيدي الملعب بعد فوز فريقها على الأهلي، ونزلت الجماهير بشكل غفير إلى أرض الملعب في فوضى عارمة عقب إطلاق الحكم صفارة نهاية المباراة، وكان بينهم مسلحون بأسلحة بيضاء وعصي.

وتنتمي غالبية الضحايا إلى ألتراس الأهلي. والمتتبع للأحداث في مصر، يدرك تماما الدور الذي لعبته أندية مشجعي كرة القدم وعلى رأسهم ألتراس الأهلي خلال ثورة الـ25 من يناير، بل وحتى قبلها بسنوات، إذ تحولت الملاعب إلى فضاءٍ ثوري ضد نظام حسني مبارك.

وفي هذا الإطار يتحدث جيمس دورسي، الأستاذ المختص في جامعة سنغافورة حول العلاقة بين السياسية وكرة القدم في منطقة الشرق الأوسط، عن "احتمالين فقط: الأول عزوف سياسي وما يرافقه من جمود حركي أو التفاعل مع الواقع السياسي وذلك يكون في فضاء المساجد أو ملاعب كرة القدم"، ويضيف الخبير أن " الأنظمة القمعية لا يمكنها اعتقال كل المصلين أو مشجعي فرق كرة القدم، وعادة ما تتميز الأندية بنشاطها السياسي وبتنظيم عالٍ، وهو ما يثير تخوفات لدى رجال الأمن".

ويؤيد الأستاذ دورسي نظرية أن مجزرة بورسعيد، هي عملية انتقامية قام بها رجال الشرطة ضد ألتراس الأهلي، بسبب سنوات من المواجهات بينهما والتي لم يخل بعضها من العنف، فضلا عن دور الأخير خلال الثورة. وبالفعل، تجرى حاليا تحقيقات مع أكثر من ثمانين شخصا، من بينهم ضباط شرطة وجنرالات. وقد أثبتت أن الأمن سهّل عملية دخول الملعب من دون تفتيش، مما أدى إلى دخول الأسلحة البيضاء بشكل كبير إلى أرض الملعب. فضلا عن أن قوات الأمن اكتفت بالفرجة عوض حماية الضحايا والسيطرة على الأحداث.

Ägypten Fußball Gewalt
مواجهات دموية على أرض ملعب بورسعيدصورة من: dapd

إنزال أقصى العقوبات

ولدى زيارة عمر فهمي، عميد مشجعي الأهلي، أطلعنا عن رسائل تعزية، بعثتها أندية مشجعي الفرق الألمانية، كفريق فرايبورغ وبايرن ميونخ وآنترخت براونشفايغ وغيرها. وقد فقد فهمي أصدقاءه بسبب الأحداث، وينتمي هو الآخر إلى أولئك الذين دخلوا باستمرار في مواجهات مع قوات الأمن. ويتمنى لو "أصدر القضاء أحكاما قاسية في حق المتورطين بما في ذلك عقوبة الإعدام، حتى يقتنع غالبية زملائه في ألتراس، أن القانون يسود مصر ما بعد الثورة".

بينما يؤكد آخرون في ألتراس أنهم عازمون على "انتزاع حقهم بأيديهم، في حال صدور أحكام مخففة في قضية بورسعيد". ويقول الخبير دورسي في هذا الصدد أنه "من الوارد أن يقبل بعض قادة ألتراس الأحكام التي ستصدر لاحقا، لكن هذا لن ينطبق على القاعدة الشعبية للنادي، وسيتحول الأمر غالبا إلى دعوات للقصاص من رجال الشرطة". أما الاتحاد المصري لكرة القدم، فقد حسم أمره عقب الأحداث، حين قام بعزل النادي المصري البورسعيدي ومنعه من المشاركة في الدوري المحلي لمدة عامين، كما قام بإلغاء منافسات الدوري لموسم كامل.

Ägypten Krawalle Kairo Proteste Ausschreitungen
مطالبات بإنزال أشد العقوباتصورة من: REUTERS

الكاتب: يوخن لوفغينس/ وفاق بنكيران

مراجعة: عبد الرحمن عثمان