1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

010411 Türkei Syrien

١ أبريل ٢٠١١

حصول تحول في سوريا مثل الذي حدث في تونس أو مصر غير متوقع حاليا، والرئيس الأسد اتخذ بموازاة القمع العنيف إجراءات تجميلية كرد على الاحتجاجات الجماهيرية، ولكن إن حصل فيها ما يحصل الآن في ليبيا فسينعكس سلبا على الجارة تركيا.

https://p.dw.com/p/10ltR
العلاقات التركية السورية شهدت في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا بعد فترة جفاء طويلة (صورة من الإرشيف)صورة من: AP

"لقد تحدث مثل القذافي.." هكذا عنوَنت صحيفة "ميلييت" اليومية التركية الأربعاء الماضي تقريرها حول أول خطاب للرئيس السوري بشار الأسد الذي ألقاه أمام البرلمان عقب اندلاع الاضطرابات في بلاده. وتتشارك الصحيفة مع عدد كبير من وسائل الإعلام في وسط أوروبا في إبداء خيبة أملها من تصريحات الرئيس السوري.

تركيا تتابع تطورات الوضع بقلق

ولكن على عكس ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تتابع أنقرة التطورات الحاصلة في سوريا بانتباه كبير. وفي هذا السياق صرّح رئيس الحكومة التركية رجب طيّب اردوغان بالقول إنه كرر مرارا بأنه في حال تعاملت القيادة السورية بصورة إيجابية وإصلاحية مع المطالب المشروعة للناس فيصبح بالإمكان حل مشاكل سوريا بصورة سهلة. وتحدث عن رغبة بلاده في أن لا يحدث في سوريا ما يحدث في ليبيا، "وإلا فان تركيا ستشعر بالقلق".

Libyen Unruhen Evakuierung Türkei Erdogan
أردوغان: لا يمكن أن نغلق أعينناصورة من: AP

والحقيقة أن تركيا لم تمارس عملية تقارب سريعة مع أي بلد آخر كما فعلت مع جارتها الجنوبية سوريا في السنوات الأخيرة. وبعد أن كان البلدان في حالة عداوة واضحة في أواخر التسعينات حيث أمنت دمشق لزعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان لجوءا فيها، يتحدث المرء حاليا عن صداقة عميقة. وتمّ إلغاء تصريحات المرور بين البلدين اللذين يبحثان مسألة إقامة منطقة تجارية حرة مع لبنان والأردن أيضا، كما أجريا في الربيع الماضي مناورة عسكرية مشتركة أغاظت إسرائيل.

أردوغان: لا يمكن أن نغمض أعيننا وآذاننا

وإذا تحولت المظاهرات الحالية في سوريا إلى موجة احتجاجات عارمة في كل البلاد، أو إلى ما يشبه حرب أهلية، سينعكس الأمر سلبا على العلاقات مع تركيا التي ستجد حينها أن التوتر وصل إلى أمام دارها.

وكشف أردوغان أنه تحادث مرتين هاتفيا مع الأسد، كما أرسلت حكومته رئيس جهاز الاستخبارات إلى دمشق. وأضاف: "لا يوجد أكثر من 800 كلم حدود مشتركة بيننا فقط، بل وعلاقات عائلية مشتركة، لذا من غير الممكن أن نغلق أعيننا وآذاننا عما يجري من تطورات هناك".

خبير تركي: نعمل على تفادي حرب أهلية في سوريا

Baschar al Assad bei seiner Rede in Damaskus Bashar Assad
الرئيس الأسد يلقي خطابه الأربعاء الماضي في مجلس الشعبصورة من: AP

ولم يقدّم أردوغان بعد نصيحة إلى صديقه بشار الأسد بالتنحي كما فعل قبل أسابيع مع الرئيس المصري السابق حسني مبارك، ولذا تتهم المعارضة التركية حكومتها بمراعاة الحكام المستبدين في سوريا حفاظا على العلاقات التجارية معهم. إلا أن التجارة المزدهرة بين البلدين ليست وحدها التي تدفع بأردوغان للتردد، وإنما أيضا التركيبة السياسية الداخلية القائمة في سوريا، البلد الذي تحكمه أقلية مسلمة علوية تشكل 10 في المئة من سكان البلد. أما أغلبية الشعب التي تشعر بقبضة الأسد الضاربة فهي سنّية مثل سنّة تركيا.

وهذه مشكلة لأنقرة على حد قول عثمان باهادر دينشر من مركز الدراسات الإستراتيجية القومية في تركيا، الذي يضيف أنه في حال اندلاع اضطرابات في سوريا تشبه الحرب الأهلية "فان السؤال الذي سيُطرح هو إلى جانب من سنقف، إلى جانب الصديق الأسد أم إلى جانب الشعب؟". وتابع أن تركيا تريد تفادي حصول مثل هذا الأمر، وتعمل من أجل ذلك منذ سنوات خلف أبواب مغلقة".

أولريش بيك/اسكندر الديك

مراجعة: عبده جميل المخلافي