1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مراسلون بلا حدود: "الخوف من الإرهاب ذريعة لتقييد حرية الصحافة"

سمر كرم٢٥ أكتوبر ٢٠٠٦

لم يشكل احتلال إيران وكوريا الشمالية ذيل قائمة حرية الصحافة مفاجأة لأحد، بل إن تقييد حرية الصحافة في دول ديمقراطية مثل الدانمرك وألمانيا يدعو إلى القلق. أما في الدول العربية فمازالت الحرية الصحافية في طور الاحتضار.

https://p.dw.com/p/9Hvl
تحت شعار الحرب على الإرهاب تستهدف حرية الصحافةصورة من: picture-alliance / dpa/dpaweb

تقدم منظمة مراسلون بلا حدود منذ عام 2002 تقريراً سنويا حول حرية الصحافة في شتى أنحاء المعمورة. ويحتوي التقرير على ترتيب لدول العالم حسب احترام حرية الصحافة فيها. وتقيس هذه المنظمة المستقلة ظروف العمل التي تحيط بالصحفيين وما يتعرضون له من تهديدات وملاحقات أو أذى جسدي أو تعرض للسجن، علاوة على درجة حرية التعبير والرقابة التي تحددها الدول المختلفة على ما ينشر والمراقبة غير الشرعية للصحفيين. وقد نشر اليوم تقرير المنظمة في باريس، وكالعادة احتلت دول شمال أوروبا المراتب الأولى وتربعت فنلندا على عرش هذه الدول، تليها إيرلندا وإيسلندا والنرويج وهولندا، حيث لم تكشف حالة تهديد واحدة أو إهانة تعرض لها صحفي في هذه المناطق.

بينما بقيت كوريا الجنوبية في المركز الأخير (الـ168) تسبقها تركمنستان وإيريتريا، لأنها أكثر الدول قمعاً للصحفيين، فحادثة تعذيب الصحفية التركمنستانية أوجولسابار مورادوفا حتى الموت أوضحت كيف يستخدم الرئيس سيبارموراد نيازوف سلطاته بأعنف الطرق تجاه من يجرؤ على معارضته. وفي الإطار نفسه عبرت المنظمة عن قلقها حيال الصحفيين الاريتريين المسجونين منذ نحو خمسة سنوات

Screenshot Reporter ohne Grenzen Spanisch
تقرير مراسلون بلا حدود يظهر تراجع عدد من الدول الديمقراطية

الحرية تحتضر تحت شعار "الحرب على الإرهاب"

وبينما جاء ترتيب بعض الدول مثل إيران وروسيا والصين متوقعاً، وإن كانت روسيا أيضاً قد شهدت تراجعاً ملحوظاً بعد اغتيال الصحفية انا بوليتكوفسكايا، التي طالما انتقدت الحكومة الروسية، إلا أن ترتيب بعض الدول الغربية الديمقراطية جاء مفاجئاً. ويبدو أن تداعيات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 قد غير عالم الصحافة بشكل كبير، حيث أصبحت الدول الديمقراطية التي تشعر بالتهديد من الإرهاب تهتم أكثر بمراقبة الصحافة ووضع رقابة عليها كما تؤكد إلكه شيفتر من منظمة مراسلون بلا حدود قائلة: "دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت تجبر الصحفيين على الإعلان عن مصادر معلوماتهم وهو أمر غير قانوني ويؤثر على حرية الصحافة، ولا نسمح به حتى للولايات المتحدة الأمريكية. وهناك الكثير من الصحفيين الذين يتعرضون للتهديد لأنهم يخفون معلومات، كما أن هناك صحفيين معتقلين في جوانتانامو وفي العراق. كل هذا يؤخذ بعين الاعتبار في التقرير". هذه النكسات الإعلامية أدت إلى تراجع ترتيب الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير، حتى أصبحت تحتل المركز الـ53.

أما الدانمارك، التي كانت تشارك الدول الشمالية في احتلال المراكز الأول في العام الماضي، فقد تراجعت أيضاً بشكل كبير إثر أزمة الرسوم الكاريكاتورية الذي قوبلت بانتقادات حادة من قبل الدول الإسلامية،. فهناك تعرض الصحفيون لضغوط شعبية أكثر منها ضغوط حكومية على حد تعبير شيفتر، فتراجعت الدانمارك إلى المركز الـ19. وتضيف شيفتر: "لقد اضطر الصحفيون إلى مطالبة رجال الشرطة بحمايتهم، وذلك في دولة ديمقراطية اشتهرت باحترام الحقوق المدنية للمواطنين".

تراجع ألمانيا وتصاعد دول جديدة

Zeitungsdruckerei Symbolbild Pressefreiheit
مراقبة الصحافة هل تصلح في دولة ديمقراطية؟صورة من: Illuscope

وصلت التهديدات التي يتوجه لها الصحافيون أيضاً إلى ألمانيا، فقد هُدد بعضهم بالقتل بسبب إعادة نشر الرسوم الكاريكاتيرية. ولكن أسوء التجاوزات وفق رأي الكه شيفتر هي التجاوزات من جانب السلطات الحكومية الألمانية: "مثلاً المخابرات التي وضعت عدد من الصحفيين تحت المراقبة حتى خريف العام الماضي، دون احترام لقانون حرية المعلومات، فهناك العديد من الشكاوى بهذا الخصوص". كل هذه الأسباب بالإضافة إلى اتهام اثنين من الصحفيين يعملون في مجلة "تسيسرو" بالمساعدة في نقل معلومات سرية، أدت إلى تراجع ألمانيا من المركز الـ18 إلى المركز الـ23.

ومن ناحية أخرى صعدت دولتان لتصبحا لأول مرة من الدول العشرين الأوائل، وهما البوسنة والهرسك في المركز الـ19 وبوليفيا التي احتلت المركز الـ16 لتصبح أول دولة من الجنوب تصل إلى مكانة متقدمة في هذا التقرير مؤكدة بذلك أن الحرية غير مرتبطة بالفقر، لدرجة أن الصحفيين في بوليفيا أصبحوا يتمتعون بحرية أكثر من زملائهم في ألمانيا. ويبدو أن تغير رؤساء بعض الحكومات والدول قد كان له أثره على عدد منها مثل هايتي وتوجو وموريتانيا، فتقدم ترتيبها بشكل ملحوظ.

ترتيب متـأخر للدول العربية

مازالت الدول العربية تعاني من وضع متأخر على الترتيب الدولي، وإن كانت دول الخليج قد شهدت تقدماً إلى حد كبير. والكويت مازالت هي الدولة العربية الأكثر حرية في العالم العربي، حيث تحتل المركز الـ73 تليها الإمارات وقطر. بينما أدت الحرب في لبنان إلى تراجع كبير جداً على مدار الخمس سنوات الماضية وصل بها من المركز 56 إلى المركز 107. أما الصحافة اللبنانية، التي كانت الأكثر حرية بين الدول العربية، فهى تمر بوقت عصيب على أثر الاعتداءات المتتالية التي وجهت إليها.

وهناك إجماع واسع بين الإعلاميين على أن هذه الحرية تحتاج لجو من السلم والهدوء، فلا وجود لحرية الكلمة بدون استقرار أمني. ففي فلسطين على سبيل المثال أصبح الصحفيون أسهل الأهداف المعرضة للخطر. واليوم أعلنت منظمة "مراسلون بلا حدود" عن قلقها من اختطاف إيميليو موريناتي المصور الأسباني الذي يعمل مع وكالة أسوشيتد برس الأمريكية في غزة، وطالبوا السلطات الفلسطينية بالتحرك لتحريره بأسرع ما يمكن. فقد قام أربعة من الملثمين باختطافه أمس، بينما كان زميله في انتظاره. أما السعودية فما زالت أكثر الدول قمعاً للصحافة بين الدول العربية، حيث جاءت في المركز 161، تسبقها بقليل العراق وسوريا وليبيا.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات