1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مسجد الجزائر الكبير يفجر الصراع الإسلامي العلماني

توفيق بوقاعدة - الجزائر١٣ أكتوبر ٢٠١٢

يتهم التيار الإسلامي في الجزائر خصومه العلمانيين بالتشويش على مسجد الجزائر الكبير، فيما يستتر وراء هذا الجدل صراع طويل بين تيارين يملكان مشاريع متناقضة للمجتمع الجزائري ودولته.

https://p.dw.com/p/16OjQ
Great Mosque of Algeria and Islamic movements - secular conflict. Photo title: Mr. Mohammed Muslim, political analyst and journalist in Echorouk El Youmi. Place and date: Algiers, Algeria,march,04 , 2012. Copy right/photographer: DW/ Rahim ichalalen.
صورة من: DW

شن الإسلاميون في الجزائر هجوما عنيفا على التيار العلماني، واتهموه بمحاولة تشويه قيم ومبادئ المجتمع الجزائري، واعتبروا ما تقوم أطراف معروفة "بخصومتها لكل ما هو إسلامي وعربي" من مساعي من أجل إقناع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لوقف بناء مسجد الجزائر الأعظم "بالتطرف العلماني"، الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء، وناشدت عدة شخصيات إسلامية الشعب الجزائري بالوقوف وراء مشروع بناء المسجد الذي انطلقت الأشغال به في شهر أغسطس الماضي.

العلمانيون يعادون قيّم مجتمعهم

ويؤكد فاروق أبو سراج الذهب الناطق باسم حركة مجتمع السلم (إخوان الجزائر) " أن هناك أصوات بدأ يرتفع صوتها في وسائل الإعلام الجزائرية، تطالب بوقف بناء جامع الجزائر بحجة أن "لا الزمان زمانه، ولا المكان مكانه"، ويضيف أبو سراج الذهب في حديث لـ DW" أن ما يقلق هؤلاء هو وجود رمز إسلامي كبير في الواجهة البحرية للجزائر العاصمة، وأن هؤلاء لا يظهرون إلا لمناكفة ثوابث المجتمع وقيمه الأصيلة، وخاصة المرتبطة بالدين الإسلامي"، وحول حجة التيار الرافض لبناء المسجد، يجزم الناطق باسم حمس" إن هدف هؤلاء ليس ترشيد نفقات الدولة، وأن غايتهم مفضوحة والدليل على ذلك أننا لم نسمع أصواتهم في قضايا الفساد الذي تنخر مشاريع التنمية".

ويتهم أحمد حديبي المكلف بالإعلام في حركة النهضة (حزب إسلامي معارض) التيار العلماني المتطرف داخل دوائر السلطة بالتشويش على مشروع بناء المسجد، وأن هذا التيار يعيش في الظلام ينبذه الشعب الجزائري، يحاول استغلال قضية المسجد من أجل البحث على امتيازات سلطوية أكبر. ويضيف حديبي لDW" أن الصراع حول المسجد له أبعاد حضارية وسياسية، لا يستطيع أحد إنكارها، وأن حنين هؤلاء لفرنسا وقيمها الحضارية وراء هذه الحملة الشرسة ضد المسجد الذي بُني على أحد المعالم التاريخية والحضارية خلال الفترة الاستعمارية".

الإسلاميون يبحثون عن أصوات انتخابية

ويرى أنصار حملة "ضد بناء مسجد الجزائر" أن مبررات الدعوة إلى وقف بناء المسجد لا تعدو أن تكون إلا مالية وتقنية، وأن الإسلاميين يريدون المزايدة بهذا الموضوع من أجل تحقيق مكاسب انتخابية فشلوا في الحصول عليها خلال المواعيد الانتخابية الماضية، ويؤكد أصحاب المبادرة أن مبررات رفض المشروع منطقية، والهدف هو الحفاظ على المال العام وبناء مشاريع ذات أولية تعود بالنفع على الشعب الجزائري كله.

Great Mosque of Algeria and Islamic movements - secular conflict. Photo title: Mr. Mohammed Muslim, political analyst and journalist in Echorouk El Youmi. Place and date: Algiers, Algeria,march,04 , 2012. Copy right/photographer: DW/ Toufik Bougaada
الصحفي بجريدة الشروق الجزائرية محمد مسلم:" الصراع الحقيقي ليس حول إقامة المسجد من عدمه، وإنما حول من يسيطر على دواليب السلطة"صورة من: DW

وقد تم نشر في هذا الإطار عريضة على الإنترنت تناشد الجزائريين المشاركة من أجل إبطال هذا المشروع. وجاء في ديباجة العريضة التي تحمل عنوان "أيتها الرئاسة الجزائرية، أوقفي بناء مسجد الجزائر الكبير"، أن "الشعب الجزائري لا يحتاج إلى مسجد كبير، بل إلى مشاريع استثمارية وصناعية تمكنه من تحقيق الاكتفاء الذاتي في جميع المجالات.

وتسأل ملود حبشي من مدينة تيزي وزو (شرق العاصمة) وأحد الداعمين لوقف المشروع، عن الهدف المرجو من بناء ثالث أكبر مسجد في العالم، "رغم أننا بحاجة إلى بناء الجامعات وتقوية المنظومة التربوية التي تحولت إلى خراب". أما مريم رحماني فكتبت مريم رحماني "أن المسجد ليس الأولوية اليوم في الجزائر، إنما الأولوية هي توفير الأدوية للمرضى في المستشفيات والمعدات الطبية وتخصيص أموال أكبر لقطاع التربية. ويضيف فريد بلغيم في حديث لـ dw"أن لا أحد ضد بناء بيوت الله، لكن لماذا كل هذه الأموال، التي نحن بحاجة لها في بناء المصانع لامتصاص بطالة الشباب والمستشفيات لمعالجة المرضى".

Thema: Algerien, 24 Jahre nach dem Aufstand Schlagwörter: Algerien, Aufstand, 05 oktober 1988, arabische Frühling, Facebook Kopierechte: von algerischer Photografer Rahim ichalalen, der hat mit weitergeleitet Email an DW arabisch Korrespondent Taoufik Bougaada, der Kopierechte der Bilder für DW kostenfrei abgegeben.
صورة من: Rahim Ichalalen

بوتفليقة يريد أن يخلد نفسه

وكتب الصحفي الجزائري ياسين تملالي مقالا في جريدة الأخبار اللبنانية بعنوان "جامع الجزائر" الكبير فخر رئيس يعالج في مستشفى عسكري فرنسي، يقول فيه "رغم ظهور بوادر الأزمة المالية في الأفق، وما تتوعّد به من وقف لمشاريع منشآت ومرافقَ كثيرة، إلا أن الحكومة الجزائرية ليست لها أي نية للتخلي عن المشروع" وأضاف أن بوتفليقة يريد مسجدا «يُرفع ليُذكر فيه اسمه»، مهما كان عبئُه على دافعي الضرائب المنهَكين.

وامتد الجدل حول التكلفة المالية للمشروع إلى صلاحية أو عدم صلاحية الأرضية المخصصة لبناء المسجد، حيث كشف رافضو المشروع عن دراسات وخرائط تؤكد أن المكان الذي سيبنى عليه المسجد يتواجد بمنطقة رملية متحرّكة ومعروفة بالنشاط الزلزالي بها، وهي لا تصلح للتعمير حتى ولو بوضع دعامات من الإسمنت المسلح. وصرح الخبير فيالمخاطر الكبرى''عبد الكريم شلغوم'' لوسائل إعلام أنه رفع تقرير لوزارة الشؤون الدينية يؤكد فيه بأن"من بين العوائق التيتحول دون تجسيد مشروع المسجد الأعظم فيتلك المنطقة،هيتحرّك الأرض بشكل مستمر، وأن كل البناءات الموجودة بالمنطقة ستنهار فيحال ما مس المنطقة زلزال من الحجم المتوسط.

skyline von algier © hecke71 #42133085
في الجزائر مشاكل اجتماعية بالجملة ...والجدل حول بناء المسجدصورة من: Fotolia/hecke71

لا خطر على مسجد الجزائر الأعظم

سارعت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف إلى التقليل من مخاوف المنتقدين لإقامة جامع الجزائر الذين اشاروا الى كلفته الباهظة التي تبلغ مليار يورو وسوء اختيار شركة الانجاز والأرضية التي تقع في منطقة زلزالية. وأكد وزير الشؤون الدينية والأوقافأبو عبد الله غلام الله أن الدراسة النهائية الخاصة بأرضية "جامع الجزائر" أثبثت أنها غير قابلة للإنزلاق وصالحة للبناء وانجاز المشروع، وأضاف غلام الله يوم الثلاثاء الماضي أن آخر دراسة صدرت منذ أسبوعين أنجزتها شركة إيطالية، أقرت بصلاحية الأرضية، وإمكانية مواصلة عمليات الإنجاز.

ويرى الصحفي بجريدة الشروق الجزائرية محمد مسلم أن التيارين الإسلامي والعلماني اللذان تصادما وتصارعا بقوة على مدى عقود طويلة، وظل صراعهما يترجم كل مرة حجم التناقض في مشروع المجتمع لدى كل طرف، حيث ظهر هذا الصراع في قانون الأسرة وإصلاح المنظومة التربوية ومشروع قانون إلغاء الإعدام، وهو ما خلق أزمة هوية عميقة لازلنا نعاني منها إلى غاية اليوم" ويضيف مسلم لـDW " أن الصراع الحقيقي ليس حول إقامة المسجد من عدمه، وإنما حول من يسيطر على دواليب السلطة. وبرأي مسلم فإن السلطة خبرت هذا الصراع وتخرج كل مرة المنتصر الوحيد منه، وتقدم نفسها كبديل لكل الأطراف، من خلال الإمساك بالتوازنات الكبرى للمجتمع.

يذكر أن جامع الجزائر يتكون من 12 عمارة منها قاعة للصلاة تتسع لـ 120 ألف مصل ودار للقرآن بسعة 300 مقعد لفائدة طلاب الماستر والدكتوراه.كما يضم مركزا ثقافيا إسلاميا ومكتبة تضم ألفي مقعد ومليون كتاب وقاعة محاضرات ومتحفا للفن والتاريخ الإسلامي ومركزا للأبحاث حول تاريخ الجزائر.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد