1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

معا ضد التغير المناخي

غريتا هامان/ نهلة طاهر٢٥ سبتمبر ٢٠١٣

لمكافحة التغير المناخي بشكل مستدام، يجب على الجميع في جمهورية الدومينيكان العمل معا يدا واحدة. وهذا ممكن فقط إذا كان الوعي العام بالموضوع كبيرا، لذا تهم الدولة الآن بالتعليم.

https://p.dw.com/p/19kl2
صورة من: privat

اليوملا تقف ينديرا في المقدمة، وإنما تجلسمع الآخرين مستمعة بانتباه شديد إلى الأستاذ الواقف في الأمام.تخفض السيدة البالغة من العمر 39 عاما رأسها لتسجيل ملاحظة رئيسية إضافية. عادة ما تقف في المقدمة لتعلم الطلاب والطالبات الصغار.لكن في الأشهر الأخيرة ضحت بالعديد من عطلات نهاية الأسبوع بل وغابت بمعدل مرة كل أسبوعين من المدرسةـ لتأتي وتشاركفي ورشة العمل، حيث تتعلم مع الآخرين خلال الدروس التي يبلغ عددها192 درسا كل شيء عن التغير المناخي وعواقبه وإمكانيات التكيف معه في منطقتها، وفي بلدها جمهورية الدومينيكان. بعد الدرس الأخير لها اليوم، ستحصل على ما يسمى بـ"دبلوم المناخ".

وكما تقول ينديرا: "لقد تعلمت الكثير: من رسم الخرائط مرورا بمختلف التأثيرات التي يتركها التغير المناخي على بيئتنا وانتهاء بالتوجهات التربوية لنقل هذه المعرفة." لكنها لن تنسى شيئا واحدا مهما بأي حال من الأحوال: " إذا كنا نريد تغيير شيء في بلدنا، فلا بد من أن ننشط جميعا بشكل فعال ضد التغير المناخي." ولهذا السبب من المهم جدا أن تحصل على دبلوم المناخ، إذ سيتسنى لها كمعلمة نقل المعرفة إلى التلاميذ الصغار.

Während des Klimadiplomunterrichts
المعلمة تتعلم: ينديرا تحضر دروس للتعرف على التغير المناخي وعواقبهصورة من: DW/Greta Hamann

تهديد كبير بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر
تجلس ينديرا في غرفة الدرس جنبا إلى جنب مع 34 شخصا آخر قادمين من مؤسسات الدولة المختلفة، بعضهم يعمل في المدارس والبعض الآخر موظفين في مرافق رسمية مختلفة، أو حتى رؤساء بلدية مثل رامون الذي يجلس بجوارها، فهو يتولى منصب عمدة بلدة "إل ليمون" الصغيرة. تقع البلدة على الساحل مباشرة، لذا فوضعها يشبه وضع أجزاء كبيرة من جمهورية الدومينيكان، ولا يتعدى ارتفاع اليابسة بها عن مستوى سطح البحر بضعة أمتار، بل وهناك بعض المناطق تقع تحت مستوى سطح البحر، وهي بالتالي مهددة بشكل خاص بتبعات التغير المناخي.

Eva Perez
إيفا بيريز: "لا بد من رفع الوعي بمشكلة التغير المناخي، حتى نتمكن من مكافحته."صورة من: privat

تعد جمهورية الدومينيكان كجزء من منطقة البحر الكاريبي من أكثر مناطق العالمتعرضا لتبعات التغير المناخي، وقد أظهرت دراسة نشرت في يوليو/تموز من معهد الدومينيكان للتنمية المستدامة(IDDI) ، أن جمهورية الدومينيكان تأتي في الترتيب السابع في قائمة البلدان الأكثر تعرضا للتهديد في العالم.وبالرغم من ذلك فإن الكثير من سكان ذلك البلد لا يدركون مدى خطورة الوضع، وكما يقولإيفايدي بيريز من معهد IDDI: "إحدى أهم القضايا التي نعاني منها بشدة في البلاد، هي نقص المعرفة بشأن قضايا التغير المناخي والآثار المترتبة عليه."

وعي محدود بظاهرة التغير المناخي


وتظهر الأرقام الواردة في دراسة اللجنة الوطنية للبيئة في جمهورية الدومينيكان، والتي نشرت في عام 2012، أنه على الرغم من أن الغالبية العظمى من السكان تعرف بوجود ظاهرة التغير المناخي، إلا أن 22 في المئة فقط يعرفون الأسباب الحقيقية التي تقف وراءها.
وعند التجول في أرجاء البلاد، يتضح سريعا أن قلة قليلة من الناس يفكرون في البيئة، ويمكن رؤية خيوط الدخان تتصاعد على بعد كل بضعة أمتار بين أشجار النخيل، حيث تقوم الكثير من الأسر بحرق القمامة خلف منازلهم، وتظل هذه بالنسبة لهم أسهل وأسرع وسيلة للتخلص من المخلفات ولا أحد يعرف التبعات التي تترتب على التخلص من القمامة عبر الحرق.

وتؤكد أنديره دي يسوس من منظمة الحفاظ على الطبيعة الأمريكية غير الحكومية (TNC)مشكلة عدم توفر الوعي الكافي بقضايا المناخ في جمهورية الدومينيكان: "لدينا فجوة كبيرة في مجال نشر التعليم والوعي بقضايا المناخ، وأقل من ستةفي المئة فقط من الناس هنا يحصلون على معلومات موثوق بها حول تغير المناخ وعواقبه."

Indhira – Klimadiplom in der Dominikanischen Republik
تتمنى ينديرا في المستقبل، أن يعرف الأطفال أكثر قدر وقيمة الطبيعةصورة من: DW/Greta Hamann

ولهذا السبب، يشكل وضع استراتيجية وطنية لمكافحة التغير المناخي ركيزة أساسية

لإحداث التغيير، كما يقول مويسيس ألفاريزالمنسق الوطني للجنة المناخ التابعة للأمم المتحدة.ويوضح ألفاريز: "لن تنجح أي استراتيجية عمل على المدى الطويل في مكافحة التغير المناخي، إذا لم يتم رفع وعي السكان ورفع مستوى المعرفة بقضايا المناخ. لكن حتى من هم في موقع اتخاذ القرارات على المستوى المحلي، يحتاجون إلى تعميق معرفتهم بقضية التغير المناخي والعوامل المسببة له. وذلك ضروري من أجل إيجاد حلول للعديد من المشاكل التي يتعين حلها مباشرة على المستوى المحلي، كالتخلص من النفايات على سبيل المثال."

أطفال صغار يتعرفون على أسباب تغير المناخ


بالإضافة إلى دبلوم المناخ الذي سددت نفقاته من جيبها الخاص، تشارك ينديرا في مبادرة تعليمية أخرى تنظمها لجنة المناخ الوطنية في جمهورية الدومينيكان، ويتم في إطارها تدريب مائتي معلمة ومعلم في مجال تدريس المناهج المتعلقة بالتغير المناخي. وحاليا تدرس وزارة التربية والتعليم جعل قضية تغير المناخ جزءا لا يتجزأ من المناهج الدراسية منذ البداية، وعندئذ سيتم تدريسها كمادة قائمة بذاتها منذ المرحلة التمهيدية، أي مرحلة ما قبل المدرسة، وسيتعلم الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم ثلاث سنوات ما يعنيه مصطلح التغير المناخي، وكذلك كيفية التصرف السليم للحد من هذه الظاهرة.

وكما تقولروساورابيمنتل أستاذة الهندسة البيئية في معهد التقنية في سانتو دومينغو(Intec):"لقد أصبحت تنمية وعي السكان بشأن التغير المناخي من الأولويات في البلاد،وهذا أمر ضروري لتطورنا." وتضيف: "لا يمكن تدريس التغير المناخي الآن في الجامعات كتخصص مستقل، لكنيتم التعامل مع هذه القضية ضمن التخصصات الأخرى"

Kinder präsentieren die Ergebnisse ihres Workshops
عرض تلاميذ ينديرا بفخر النتيجة بعد ورشة العمل: صنعوا فراشات جميلة من اسطوانات كرتونية مستعملةصورة من: privat

قامت ينديرا بوضع العديد من الخطط للمستقبل: إنها تريد بناء "مدرسة خضراء" يتعلم فيها الأطفال والشباب كل ما هو ضروري حول بيئتهم وحمايتها. وتضيف قائلة: "إذا بدأنا مع الأطفال، فيمكن لهم أن يلعبوا في دور الناقل للمعلومات إلى المنزل، وهكذا فإن هذه الخطة تحمل في طياتها بعد الاستدامة." وفي إطار دبلومالمناخ الذي حصلت عليه، قامت ينديرا بالإشراف على ورشة عمل حول البيئة.وقد قامالأطفال خلال الورشة بصنع الفراشات الملونة من مواد كانت ضمن النفايات التي ألقيت في حاويات القمامة. لكن من أجل تحقيق تحول حقيقي، لا بد من بذل المزيد من الجهد، وهذا ما تعرفه ينديرا تماما، فكما تقول: "لكل منا أمنيات، لكن من يريد أكثر من مجرد التمني، يجب عليه أن يسعى بجد ليحقق ما يريد."