1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

باحث ألماني: القاعدة لا تشكل خطرا على الدولة الليبية

٢٦ فبراير ٢٠١١

منذ بدء الاحتجاجات المناهضة له والقذافي يتهم معارضيه بالخضوع للقاعدة وبن لادن. ولمعرفة أبعاد هذا الاتهام ونفوذ الحركات الإسلامية كالجماعة الليبية المقاتلة، أجرت دويتشه الحوار التالي مع الباحث الألماني غيدو شتاينبرغ.

https://p.dw.com/p/10Q5R
اتهم القذافي في خطابه المعارضين له بالخضوع لبن لادنصورة من: dapd

دويتشه فيله: دكتور غيدو شتاينبرغ، في خطابه الثاني منذ بدء الاحتجاجات اتهم القذافي معارضيه بالخضوع لبن لادن والقاعدة في حين أشاد بالسلفيين والإخوان المسلمين. وهناك مخاوف في الغرب بأن الإسلاميين قد يسيطرون على المناطق الشرقية في ليبيا الخارجة عن سيطرة القذافي، ما رأيك؟

غيدو شتاينبرغ: ليست هناك أدلة واضحة على وجود قوي للإسلاميين في المناطق الخارجة عن سيطرة القذافي ونظامه في شرق ليبيا. إلا أن من المعروف أن للإسلاميين وحتى للقاعدة، وللجهاديين عموما، قاعدة شعبية في تلك المناطق. والسؤال الذي يطرحه المراقبون هو حول السجناء السابقين من الإسلاميين وما إذا كانوا ينشطون هناك وما طبيعة هذا النشاط؟ لكن عموما أتوقع أن ينشط الإسلاميون في تلك المناطق في الأسابيع المقبلة، خصوصا وأنها لم تعد تخضع للقذافي من جهة، وأنها كانت تعتبر معاقل للإسلاميين في السابق، من جهة أخرى.

هل تقصد بأنها كانت معقلا للجماعة الليبية المقاتلة؟

لا، أنا أتكلم عن الإسلاميين بشكل عام، لكن الجماعة الليبية المقاتلة كانت من أقوى التنظيمات الجهادية في العالم العربي. هذه الجماعة ضعفت كثيرا في السنوات الأخيرة وحتى الآن لا توجد معلومات دقيقة عن مدى قوتها. أما فيما يتعلق بالقذافي وتحذيراته، فمن الواضح أنه يهدف إلى تخويف الليبيين من وجود تنظيم راديكالي ممكن أن يتحكم بهم، لكنه، أي القذافي، يتوجه إلى الغرب، إلى أوروبا والولايات المتحدة ليحذرهما من سيطرة الجهاديين على ليبيا وليقول لهما: إما هو أو القاعدة. لكن ما يقوله عن سيطرة وقوة بن لادن في ليبيا فهذا غير صحيح.

Flash-Galerie Die Macht der digitalen Bilder
القذافي كرر أكثر من مرة أن جماعة بن لادن توزع حبوب الهلوسة والمخدرات على الشباب الليبي المعارضصورة من: AP

السيد عبد الحكيم الحصادي، القيادي السابق في الجماعة الليبية المقاتلة، نفى إقدامه على تأسيس إمارة إسلامية في شرق ليبيا، وذلك ردا على كلام القذافي الذي سماه بالاسم؛ والسؤال ما علاقة الجماعة المقاتلة بقاعدة بن لادن؟

تعرضت الجماعة الليبية المقاتلة لانشقاق في السنوات الماضية. والقيادة التاريخية للجماعة، ممثلة بأميرها أبو عبد الله صادق ومنظرها الكبير أبو منذر الساعدي، تخلت عن العنف منذ وقت طويل؛ وذلك في إطار المراجعات المعروفة. وضمن هذه المراجعات، التي نشرت تحت عنوان "دراسات تصحيحية حول فقه الجهاد والحسبة والحكم"، تبرأت الجماعة من القاعدة وشجبت قتل الأبرياء بحجة الجهاد. من جهة أخرى انتقل عدد كبير من أعضاء الجماعة، عن طريق سوريا، إلى العراق لقتال الأمريكيين والدولة العراقية الجديدة. اليوم يبدو وجود هذه الجماعة في أفغانستان وباكستان ضعيفا جدا تحت قيادة أبو يحيى الليبي، الذي يعد من أبرز منظري القاعدة. المراقبون يقدرون أعداد الليبيين المنضوين تحت نفوذ القاعدة في أفغانستان وباكستان بين عشرين إلى ثلاثين مقاتلا. من هنا يمكننا القول إن هذه الجماعة تعرضت لضعف شديد ولا تشكل خطرا على الدولة الليبية.

معارضو القذافي يسخرون من تحذيراته من سيطرة بن لادن والقاعدة على ليبيا وكذلك قوله إن القاعدة توزع المخدرات وحبوب الهلوسة على الشباب؛ فهل يلقى كلام القذافي هذا آذانا صاغية في الغرب؟

يضحك، لا إطلاقا. فقصة المخدرات وحبوب الهلوسة ليست إلا دعاية رخيصة لهذا المجنون في طرابلس. لكن مع ذلك فهذه المسألة، أقصد قوة الإسلاميين، مهمة جدا للغرب بشكل عام، ولأوروبا على وجه الخصوص. فبعد نجاح ثورتي تونس ومصر، وما يحدث الآن في ليبيا، ثمة تساؤلات جدية تطرح هنا حول الإسلاميين ومدى نفوذهم. أنا شخصيا أقول إنه ينبغي علينا (في الغرب) ألا نخاف من قوة الإسلاميين في المنطقة العربية. صحيح أن سقوط الأنظمة الدكتاتورية والانفتاح الذي باتت تشهده بعض الدول العربية يوفر فرصا جديدة للتنظيمات الإرهابية، لكن يجب ألا يدفعنا هذا للخوف من هذه التنظيمات لأنها ضعيفة نسبيا وأن مشاكل المنطقة أكبر وأشمل منها. كما أن التحذير والخوف من الإسلاميين يختلف حتى داخل أوروبا نفسها، فحلفاء القذافي، وخصوصا إيطاليا، وإلى حد ما فرنسا، يروجون لهذا الخوف (من الإسلاميين) أكثر مما تفعله ألمانيا وغيرها من دول وسط وشمال أوروبا.

Guido Steinberg.jpg
الباحث الألماني المتخصص في قضايا الإرهاب غيدو شتاينبرغ

هل هناك معلومات موثوق بها عن حجم نفوذ السلفيين والإخوان المسلمين والجماعة المقاتلة في ليبيا؟

لا ليست لدينا معلومات دقيقة وجديدة؛ وكل ما لدينا معلومات قديمة تعود إلى السنوات السابقة، إلى ما حدث في العراق وأفغانستان وباكستان. لكن عموما يبدو أن هذه التنظيمات ضعفت كثيرا وبسبب سياسات نظام القذافي أيضا.

بعض الخبراء يقولون إنه يجب التعامل مع الإسلاميين على ضوء ما حدث من ثورات في هذا العام؛ بمعنى أن الحركات الشبابية وجهت ضربة لنفوذ الإسلاميين، إذ لم يعودوا يشكلون القوة الأكبر في المجتمعات العربية، فماذا بشان ليبيا؟ وهل تحذيرات القذافي من تحول ليبيا إلى صومال آخر أو أفغانستان مبررة؟

إطلاقا. من الواضح أن نظام القذافي قد انتهى عمليا وهو يوجه هذه التحذيرات كمحاولات يائسة لكسب التعاطف. لكن ما يخشى منه هو وقوع حرب أهلية في ليبيا، ليس لأسباب طائفية كما كانت الحال في العراق، بل لأسباب سياسية. فمن الواضح أن القذافي، ورغم ما يعاني منه، مازال يحظى بدعم في طرابلس وفي بعض مناطق الغرب والجنوب أيضا، لذا أرى أن الخوف من اندلاع حرب أهلية مبرر. الأمر الآخر، المخيف أيضا، هو أن الولايات المتحدة وأوروبا لن تقدما دعما مباشرا لمعارضي القذافي بسبب الخوف من هذا الخطر الإسلامي، حتى ولو كان وهميا.

أجرى الحوار: أحمد حسو

مراجعة: عبده جميل المخلافي

غيدو شتاينبرغ، باحث متخصص في قضايا الإسلام السياسي والحركات الجهادية في المعهد الألماني للسياسة الدولية والأمن في برلين. له العديد من الكتب والدراسات حول تنظيم القاعدة وخطره على أوروبا والغرب.