1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

من هو حمدوك ـ رجل "التوافقات المستحيلة" في السودان؟

٣ يناير ٢٠٢٢

تنحى عبدالله حمدوك عن منصبه كرئيس لوزراء السودان بعدما فشل في رهان التوافق والشراكة مع الجيش من أجل قيادة البلاد نحو التحول الديموقراطي، فيما لايزال العنف يحصد مزيدا من الأرواح في المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن.

https://p.dw.com/p/454ci
عبدالله حمدوك (الخرطوم 24.11.2021)
تنحى عبدالله حمدوك عن منصبه كرئيس لوزراء السودان بعدما فشل في رهان التوافق والشراكة مع الجيشصورة من: Mahmoud Hjaj/Anadolu Agency/picture alliance

أعلن رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، الوجه المدني للمرحلة الانتقالية في السودان، استقالته مساء أمس (الأحد الثاني من يناير/ كانون الثاني 2022) في نهاية يوم تجددت فيه التظاهرات والقمع الدامي.

وتم تعيين حمدوك رئيسا للحكومة في آب / أغسطس 2019 إثر اتفاق على تقاسم السلطة بين الجيش وائتلاف قوى الحرية والتغيير الذي قاد الاحتجاجات الشعبية التي أدت الى سقوط عمر البشير بعد ثلاثين عاما من حكم السودان بقبضة حديد. وجسد يومها الأمل بنقل السلطة إلى المدنيين.

 

مشوار وطني ودولي في أعلى المناصب

عمل حمدوك الذي يبلغ من العمر الخامسة والستين في منظمات دولية وإقليمية، لا سيما كمساعد الأمين العام التنفيذي للجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة في أديس أبابا. إلا ان حمدوك عرف نكسة أولى في 25 تشرين الأول / أكتوبر مع الانقلاب الذي شهده السودان، عندما حضر جنود إلى منزله واقتادوه إلى الفريق اول عبد الفتاح البرهان.

 ووضع حمدوك يومها قيد الإقامة الجبرية وهو قرار شمل السواد الأعظم من المسؤولين المدنيين في السلطة الانتقالية التي كان من المفترض أن تتولى الحكم حتى تنظيم انتخابات عام 2023. وكان عشية ذلك ظهر إلى جانب المبعوث الأميركي إلى القرن الإفريقي جيفري فيلتمان في الخرطوم، مشددا على ضرورة استكمال العملية الانتقالية نحو حكم مدني في البلاد التي حكمها عسكريون بشكل شبه متواصل منذ استقلالها في 1956.

 بعد شهر على ذلك في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر، خرج رئيس الوزراء الذي وصل إلى الحكم بفضل دعم مؤيدي تسليم الحكم إلى المدنيين، من الإقامة الجبرية واستعاد منصبه بموجب اتفاق ابرمه مع عبد الفتاح البرهان. واستحال بالنسبة للمتظاهرين في الشوارع الذين كانوا يعتبرونه "رهينة"، بعد هذا الاتفاق "خائنا" لأنه بتحالفه مع الجيش يسهل "عودة النظام السابق".

ضرورة "حقن دماء السودانيين"

في المقابل، أكد حمدوك أنه أراد "حقن دماء السودانيين" بسبب القمع الذي أودى بحياة 56 شخصا منذ الانقلاب، وعدم تبديد مكتسبات الثورة. لكن في 19 كانون الأول / ديسمبر في الذكرى الأولى لانطلاق "الثورة" أكد حمدوك "نواجه اليوم تراجعا كبيرا في مسيرة ثورتنا يهدد أمن البلاد ووحدتها واستقرارها وينذر ببداية الانزلاق نحو هاوية لا تبقي لنا وطنا ولا ثورة" منددا بالعنف والتعطيل السياسي. والأحد أعلن حمدوك في خطاب إلى الأمة نقله التلفزيون تنحيه عن منصبه مشددا على أن بلاده تشهد "منعطفا خطيرا قد يهدد بقاءها".

درس حمدوك الاقتصاد الزراعي في الخرطوم، ثم حصل على ماجستير من جامعة مانشستر في بريطانيا. ويتحدّر حمدوك من إقليم جنوب كردفان الواقع في جنوب السودان والذي شهد، كما النيل الأزرق ودارفور، نزاعا مسلحا بين القوات الحكومية في عهد البشير ومتمردين استمر سنوات.

 

 "رجل الشفافية وحسن الإدارة"

وصل الى الخرطوم في آب / أغسطس 2019 آتيا من أديس أبابا، بعد ثورة لم يشارك فيها على الأرض، لكنه تبنى أهدافها. وتسلّم حكومة مكلفة إقامة مؤسسات ديموقراطية في البلاد، بينها برلمان لم ير النور، واقتراح حل اقتصادي قادر على وقف التضخم المتسارع والفقر المزمن. ونجح الاقتصادي المتمرس في المؤسسات الدولية في الحصول من صندوق النقد الدولي على محو لديون السودان الضخمة في مقابل تطبيق سياسة تقشف كلفته خسارة جزء كبير من شعبيته. ولم يساعد هذه الشعبية واقع أن السلطات الانتقالية لم تحاكم بعد المسؤولين في عهد البشير وأولئك الذين قمعوا انتفاضة 2019 بالدم.

 ونجحت حكومته في توقيع اتفاق سلام مع مجموعات متمردة كانت لا تزال تحمل السلاح في مواجهة القوات الحكومية في تشرين الأول / أكتوبر 2020، بينما وافقت واشنطن على شطب اسم السودان من لائحة الدول الداعمة للإرهاب قبل أن وافقت الخرطوم على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل.

 وشارك حمدوك في الماضي في مبادرات سلام إفريقية للتوسط في نزاعات في دارفور وكردفان والنيل الأزرق. وعمل في البنك الإفريقي للتنمية، وهو معروف بوضع سياسات تحفز النمو الاقتصادي في إثيوبيا في ظل حكومة ميليس زيناوي. لدى تسلمه الحكم، وعد السودانيين البالغ عددهم 45 مليونا، بالعمل على إيجاد "سياسات جيدة لمواجهة الأزمة الاقتصادية".

 وكان حمدوك يتمتع بصورة رجل يلتزم بالشفافية وحسن الإدارة، لا سيما منذ رفض في 2018 منصب وزير المال الذي عرضه عليه البشير. لكن سياسة التقشف في بلد يفتقر الى بنى تحتية أساسية، زادت الغضب الشعبي وفاقمت الفقر مع تضخم نسبته 300 %.

في سياق متصل، أعلنت "لجنة أطباء السودان" أن ثلاثة قتلى سقطوا في الاحتجاجات التي شهدها السودان أمس الأحد. وكانت البلاد قد شهدت احتجاجات دامية أيضا الخميس الماضي وسقط فيها ستة قتلى. ويشهد السودان احتجاجات متكررة وحالة من الاحتقان منذ التوترات التي شهدتها البلاد في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عندما أطاح قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بالحكومة الانتقالية المدنية.

ح.ز/ ع.ج.م (أ.ف.ب / د.ب.أ)

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد