1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ميركل تشترط مشاركة صندوق النقد الدولي لإنقاذ اليونان

٢٥ مارس ٢٠١٠

أعلنت المستشارة أنغيلا ميركل أن حكومتها على استعداد للتدخل وتقديم مساعدات لليونان، ولكن فقط في حال انعدام الخيارات الأخرى، لكنها اشترطت تقديم مساعدات أوروبية ثنائية ومشاركة صندوق النقد الدولي في عملية الإنقاذ.

https://p.dw.com/p/McFA
ميركل أمام البرلمان الاتحادي: الأوروبي الجيد ليس من يقدّم مساعدة عاجلة إلى اليونانصورة من: AP

حذَّرت المستشارة أنغيلا ميركل أعضاء الاتحاد من عدم الالتزام بمعايير معاهدة "ماستريشت" التي تنظم قواعد استقرار العملة الأوروبية الموحدة "اليورو" كما حدث مع اليونان أخيرا، وما يمكن أن يحدث مع دول أوروبية أخرى. وانتقدت ميركل ، في خطاب ألقته باسم حكومتها أمام البرلمان الاتحادي/ البوندستاغ قبل بدء قمة دول الاتحاد الأوروبي في بروكسيل اليوم الخميس (25 مارس/ آذار 2010)، أثينا على تجاهل معايير استقرار اليورو بصورة متعمِّدة مشددة على ضرورة عدم السماح بذلك في المستقبل. وإذ كررت المستشارة رفضها تقديم مساعدة مالية إلى اليونان، لأن قوانين الاتحاد الأوروبي تمنع ذلك أشارت "إلى أن وضع البلد غير ميئوس منه بعد، وقد تمكّن من الاستدانة والحصول على قروض مؤخرا، كما ينفذ حاليا برنامج تقشف طموح". لكن ميركل، وأمام الضغوط التي تمارسها المفوضية الأوروبية لمدٍّ يد المساعدة إلى أثينا، أعلنت عن استعداد حكومتها لتقديم دعم في حالة طارئة فقط تستدعي التدخل لإنقاذ البلد، لكنها اشترطت مشاركة صندوق النقد الدولي في عملية الإنقاذ.

ميركل: الأوروبي الجيد ليس من يقدِّم مساعدة عاجلة

وتابعت أنه يمكن لليونان عندها الحصول على مساعدات أوروبية ثنائية، وعلى دعم من صندوق النقد واصفة ذلك بأنه "الخيار الأخير" الذي يمكن اعتماده عند تعرض إحدى دول منطقة اليورو إلى أزمة مالية. وقالت: "ألتزم بقوة بإنجاح مثل هذه التسوية التي تشمل صندوق النقد الدولي ومساعدات ثنائية" لا تمنعها معاهدات الاتحاد. وبعد أن كررت أكثر من مرة أن ألمانيا وفرنسا تتعاونان بشكل وثيق مع هذه القضية رفضت المستشارة اتهامها بالتلكؤ في معالجة الأزمة اليونانية ملاحظة "أن الأوروبي الجيد ليس من يقدِّم مساعدة عاجلة". في هذه الأثناء ذكرت وكالة الأنباء الألمانية/ د.ب.ا نقل عن مصادر دبلوماسية أوروبية بعد ظهر اليوم أن ميركل والرئيس الفرنسي ساركوزي توصلا إلى اتفاق حول كيفية توفير شبكة أمان مالية لليونان التي تواجه أزمة ديون طاحنة. ويأتي ذلك في الوقت الذي شهدت فيه الأيام الماضية خلافا حادا في وجهات النظر بين الطرفين بشأن التعامل مع الأزمة المالية لليونان. وقال الدبلوماسيون إن ساركوزي وميركل توصلا إلى الاتفاق خلال محادثات مباشرة بينهما قبيل انطلاق القمة الأوروبية.

Gebäude Internationaler Währungsfond IWF Washington
مقر صندوق النقد الدولي في واشنطن ـ المفوضية الأوروبية لاتحبذ تدخل الصندوق خشية تأثيره على قيمة اليوروصورة من: picture-alliance/dpa

وشدَّدت المستشارة في الوقت ذاته على أن الاتحاد الأوروبي قادر على تجاوز تداعيات الأزمة المالية إذا تعاون أعضاؤه بشكل وثيق في ما بينهم. وقالت إن الاتحاد مرَّ بتجربة مؤلمة خلال الأزمة اليونانية "حيث اتضح أن أخطاء السياسة الاقتصادية في دولة واحدة تلقي بظلال قوية على باقي الدول". ودعت ميركل القمة الأوروبية إلى وضع إستراتيجية نمو للاتحاد الأوروبي حتى عام 2020 ستكون المحور الأساسي للمباحثات التي ستجري في بروكسيل. كما دعت إلى إدخال تعديلات على عدد من المعاهدات "حتى يمكن التصدّي مبكرا وبفعالية أكبر لأي تدهور مستقبلي من خلال إقرار عقوبات مناسبة".

أزمة اليونان ليست على جدول الأعمال الرسمي

وسيلتقي رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي ال 27 في العاصمة البلجيكية بعد ظهر اليوم الخميس (25/03/10) للبحث على مدى يومين في الشؤون الأوروبية وسط أجواء خلافات بين أعضاء الاتحاد بسبب خطة الإنقاذ العاجلة التي تقدَّر بمليارات اليورو، والتي تقترحها المفوضية الأوروبية والرئاسة الإسبانية الحالية للاتحاد. وبما أن الأزمة اليونانية لن تُدرج رسميا على جدول أعمال القمة ذكرت مصادر دبلوماسية أنه سيكون بإمكان رؤساء دول وحكومات منطقة اليورو الـ 16 البحث في المسألة على هامش القمة أو بعد انعقادها.

المعارضة الألمانية ترفض تدخل صندوق النقد

وفيما أعربت رئيسة الكتلة النيابية للحزب الليبرالي بيرغيت هومبورغر عن تأيدد حزبها المشارك في الحكومة لنموذج مشاركة صندوق النقد الدولي بمساعدة اليونان رفض حزب اليسار وحزب الخضر الأمر وطالبا بدعم أوروبي صرف. واتهمت ممثلة الحزب الاشتراكي الديمقراطي أنغيليكا شفال ـ دورن المستشارة بالنكوص عن التضامن الأوروبي وعزل ألمانيا في أوروبا. ورأت أيضا أن ميركل "تقوّي من خلال تصرفها الأناني المضاربات المالية الجارية ضد اليونان".

EU-Gipfel George Papandreou Jose Manuel Barroso
رئيس المفوضية الأوروبية باروزو ورئيس الحكومة اليونانية باباندريو يدعوان لتقديم مساعدات أوروبية إلى اليونانصورة من: picture-alliance/dpa

وفيما قال رئيس الكتلة النيابية لحزب اليسار غيريغور غيزي إن المنتصرين من أزمة اليونان هم المضاربون الماليون رفض رئيس الكتلة النيابية لحزب الخضر يورغن تريتين إدخال صندوق النقد الدولي في موضوع مساعدة اليونان مشيرا إلى "أن على أوروبا حل مشاكلها بنفسها بدلا من إحالتها على واشنطن".

وتخشى المفوضية الأوروبية وخبراء اقتصاد من سلبيات تدخل صندوق النقد الدولي على العملة الأوروبية طاليورو" في حال مشاركته في إقراض اليونان. ويقول المعارضون إن وضع وصاية دولية على أثينا سيمكِّن الولايات المتحدة التي تشرف عمليا على الصندوق من التأثير بهذا القدر أو ذاك على قيمة اليورو إزاء الدولار.

الكاتب: اسكندر الديك

مراجعة: ابراهيم محمد