1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"هدف حماس إفشال المفاوضات حتى قبل أن تبدأ"

١ سبتمبر ٢٠١٠

بينما كانت الأنظار تتجه إلى واشنطن ومدى قدرة إدارة الرئيس أوباما في إحداث اختراق في عملية السلام المجمدة، شن مقاتلو حركة حماس هجوما على مستوطنين قرب مدينة الخليل ما أسفر عن مقتل أربعة منهم. فما هدفها من وراء هذا الهجوم؟

https://p.dw.com/p/P24a
السيارة التي كانت تقل المستوطنين الذين قتلوا في هجوم مقاتي حماس قرب الخليلصورة من: AP

يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، مخيمر أبو سعدة، أن هذا الهجوم كان متوقعا، خصوصا أن إسرائيل حذرت من أن حماس تحضر لعملية كبيرة ضد الجيش الإسرائيلي أو ضد المستوطنين من أجل إفشال المفاوضات المباشرة. ويضيف أبو سعدة، في حوار مع دويتشه فيله، بأن هذا الأسلوب ليس بجديد على حركة حماس. فقد دأبت الحركة، وعلى مدى السنوات الماضية، على القيام بمثل هذه "العمليات بهدف إفشال المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية حتى قبل أن تبدأ".

وتهدف حماس، من وراء مثل هذه العمليات، لتوجيه رسائل إلى الولايات المتحدة وإلى المجتمع الدولي وإسرائيل بأنه "لا يمكن تجاهلها في أي ترتيب يعد للمنطقة"؛ فهي موجودة من خلال حكومتها في قطاع غزة، "ومن خلال عملياتها العسكرية في الضفة الغربية". كما أرادت الحركة أن تقول لإسرائيل والسلطة الفلسطينية من خلال هذه العملية، التي قامت بها في قلب الضفة الغربية، بأن "التنسيق الأمني بين إسرائيل وأجهزة السلطة الفلسطينية فاشل، وأنها تستطيع أن تقوم بعمليات عسكرية متى شاءت وأين أرادت".

إضعاف موقف السلطة في المفاوضات المباشرة

Barack Obama mit Benjamin Netanyahu und Mahmoud Abbas NO FLASH
من بين أهداف حماس "إضعاف موقف الرئيس عباس في المفاوضات"صورة من: AP

وقد سارعت السلطة الفلسطينية، وعلى لسان أكثر من مسؤول فيها، إلى إدانة الهجوم الذي استهدف مستوطنة كريات أربع، معتبرة أنه "لا يخدم المصالح الفلسطينية". كما رأى بعض المسؤولين الفلسطينيين في هذه العملية "هدية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إذ أعطته مبررا لجعل قضية الأمن وحماية أمن إسرائيل على رأس سلم أولويات المفاوضات المباشرة والتحكم بأجندتها".

وأجمع معظم المراقبين على أن هذه العملية، بحجمها وتوقيتها، تساهم في إضعاف موقف السلطة الفلسطينية التفاوضي. فقد كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس يطالب إسرائيل باستمرار بضرورة "الالتزام بخطة خارطة الطريق وتحديدا مسألة وقف الاستيطان، باعتبار أن الجانب الفلسطيني قام بالتزاماته الأمنية، لكن العملية الجديدة تكشف أن السلطة غير قادرة على ضبط الأمن مائة في المائة في الضفة الغربية"، حسب تعبير أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة مخيمير أبو سعدة.

وبدوره يرى الباحث الألماني في قضايا الجماعات الإسلامية غيدو شتاينبرغ بأن هذه العملية تؤثر سلبيا في صورة السلطة الفلسطينية لدى الرأي العام العالمي، وكذلك لدى صناع القرار في والولايات المتحدة وأوروبا. ويضيف شتاينبرغ، في حوار مع دويتشه فيله، بأن حماس لجأت دائما إلى هذه الوسائل في كل المحطات التفاوضية بدءا من عام 1993 "كي تظهر سلطة الرئيس محمود عباس في مظهر العاجز، وبأنها غير قادرة على الالتزام بتعهداتها".

"حماس مستعدة لتسوية على أساس حدود 1967 "

Blick auf Ost Jerusalem
يرى أبو سعدة أن حركة حماس تقبل بتسوية مع إسرائيل على أساس الانسحاب إلى حدود 1967صورة من: picture-alliance/ dpa

ويرفض شتاينبرغ، الباحث في المعهد الألماني للدراسات الدولية والأمن في برلين، ما تردد بأن المتشددين في حركة حماس، وخصوصا قيادة الخارج الموجودة في دمشق، هم وحدهم وراء هذه العملية دون الرجوع إلى الجناح المعتدل في قطاع غزة. فطالما كانت المفاوضات تتم بين السلطة الفلسطينية وحدها وإسرائيل "دون أخذ رأي حماس بعين الاعتبار أو إشراكها، فإن معتدلي الحركة ومتشدديها يتوحدون في إفشالها وبشتى الوسائل".

فحماس ترى بأن أي نجاح، ولو جزئي، للمفاوضات "سيساهم في تقوية موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة فتح على حساب موقفها، وهذا ما لا تسمح به على الإطلاق". ويقول الأكاديمي الفلسطيني مخيمر أبو سعدة بأن حماس " أعلنت مرارا وتكرارا، بدءا بمؤسسها الراحل الشيخ أحمد ياسين وانتهاء برئيس المكتب السياسي الحالي خالد مشعل، بأنها مستعدة للقبول بتسوية سياسية على أساس انسحاب إسرائيل إلى حدود عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس مع حل عادل لمشكلة اللاجئين".

"لا حل في الشرق الأوسط دون حماس"

فالحركة التي تحكم قبضتها على قطاع غزة منذ عام 2007 ليست ضد "المفاوضات من حيث المبدأ"، حسب أبو سعدة، لكنها ضد هذه المفاوضات المباشرة، "لأنها تتم برأيها في ظل الاستيطان أولا. وثانيا، وهذا هو الأهم، لأنها تستثنيها من العملية السياسية بسبب رفضها الالتزام بشروط اللجنة الرباعية، أي الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف".

وبالرغم من أن جورج ميتشل، مبعوث السلام الأمريكي إلى الشرق الأوسط، أعلن بأن واشنطن لا تمانع في إشراك حماس في المفاوضات على المدى الطويل "إذا تخلت عن العنف وانضمت إلى المبادئ الديمقراطية"، فإن الخبير الألماني في قضايا الإرهاب، غيدو شتاينبرغ، يرى بأن الإستراتيجية الأمريكية تقوم على إبعاد حماس عن هذه المفاوضات وحصر التمثيل الفلسطيني بسلطة الرئيس محمود عباس.

ويعرب شتاينبرغ عن اعتقاده بأن هذه الإستراتيجية لن تنجح، لأن السنوات الماضية أثبتت أن حماس أصبحت رقما صعبا في المعادلة الفلسطينية وأنها تحكم قطاع غزة لوحدها، وبالتالي "لا يمكن إيجاد حل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي دون إشراكها (حماس) في مفاوضات السلام".

أحمد حسو

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد