1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وجهة نظر: شكراً تويتر! لكن ماذا عن فيسبوك؟

٢ نوفمبر ٢٠١٩

قرار المدير التنفيذي لتويتر بمنع الدعايات السياسية "صحيح" لأنه يظهر أن المنصة تتحمل المسؤولية الاجتماعية، كما يقول الصحفي في DW مارتن مونو. ويرى مونو أن على وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى أيضاً أن تسير على خطى تويتر.

https://p.dw.com/p/3SLOC
Smartphones mit Facebook and Twitter Logos
صورة من: Imago/Zuma Press

 

صدمة من تويتر. لقد أعلن المدير التنفيذي للشركة، جاك دورسي، أنهم لن يقبلوا الدعايات السياسية اعتباراً من 22 تشرين الثاني/ نوفمبر. وبجملة "نحن نعتقد بأن وصول الرسائل السياسية يجب أن يكون مكتسباً، لا أن يتم شراؤه"، التي نشرها دورسي على حسابه الذي يحمل اسمه الأول "جاك"، وأتبعها بسلسلة من التغريدات المتعلقة بهذا القرار. في تغريداته، أوضح جاك شيئين: الأول فعالية الدعايات المدفوعة على تويتر من جهة، ومخاطرها التي يجب على وسائل التواصل الاجتماعي أن تتعامل معها من جهة أخرى. ومن المخاطر التي ذكرها دورسي: "إرسال الرسائل بطريقة آلية من خلال حسابات وهمية مبرمجة مسبقاً، والاستهداف الدقيق (للناخبين من جانب الأحزاب السياسية) بالإضافة إلى المعلومات المضللة التي لم يتم التحقق منها، واستخدام تقنيات التزييف العميق (التلاعب بالصور ومقاطع الفيديو لخداع الناس). كل ذلك بسرعة وتعقيد متزايدين وعلى نطاق واسع".


قواعد جديدة تشمل السياسيين أيضاً
يعد الحظر المفروض على الدعايات السياسية خطوة أخرى للحد من انتشار المحتوى المضلّل والمحرّض والمسيء على تويتر. فمنذ أسبوعين فقط، اعتمدت المنصة قواعد جديدة تشمل إمكانية حذف التغريدات التي تحتفي بالإرهاب أو تهدد بالعنف أو التي تنتهك الخصوصية والحياة الخاصة. وتُمكّن القواعد الجديدة أيضاً من معاقبة السياسيين الذين لا يلتزمون بالقواعد، من خلال اتخاذ إجراءات مثل تعطيل القدرة على إعادة نشر تغريداتهم أو الإعجاب بها (من قبل المستخدمين).
القواعد الجديدة لم تأتِ مصادفة، في وقت تستعد الأحزاب السياسية الأمريكية لحملة الانتخابات الرئاسية لعام 2020، والتي يتوقع أن تكون معركة حامية الوطيس. وقد أدان فريق الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي والمغرد الدائم دونالد ترامب القيود المفروضة من قبل تويتر على السياسيين باعتبارها فعلاً من الرقابة و"الغباء".
الدور الهام والبارز للحقيقة

كلا القرارين اللذين اتخذهما تويتر صحيحان، ليس فقط من الناحية الأخلاقية، إذ يظهران أن المدير التنفيذي لإحدى أهم شبكات التواصل الاجتماعي مستعد لتحمل المسؤولية الاجتماعية. بل إن القرارين ذكيان أيضاً. فدورسي يتخلى عن إيرادات بعض الإعلانات، لكن بدرجة ضئيلة، إذ أن إيرادات الدعايات السياسية لا تشكل سوى جزء ضئيل من الإيرادات الكلية لتويتر.

Kommentarbild Muno Martin
الصحفي في DW مارتن مونو

الثمن الرمزي للتوجه الجديد لدى تويتر هو أعلى من ذلك بكثير. فمن خلال تشديد القواعد وحظر الإعلانات السياسية، يضع دورسي وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، وخصوصاً فيسبوك، تحت الضغط. فالرئيس التنفيذي لفيسبوك، مارك زوكربرغ، يتبع سياسة معاكسة، إذ أكد مراراً وتكراراً أنه لا يهتم ما إذا كان المحتوى المنشور على الفيسبوك صحيحاً أم خاطئاً، أو فيما إذا كان ذلك المحتوى دعاية مدفوعة أم منشوراً عادياً.

بالإضافة إلى ذلك، تريد فيسبوك أن توفر مكاناً لموقع "برايت بارت" اليميني المتطرف والذي ينشر البروباغندا، في خدمتها الإخبارية "عالية الجودة" التي ستطلقها قريباً في الولايات المتحدة. هذا ما يفهمه زوكربيرغ من حرية التعبير. لكن هذه العلاقة بين حرية التعبير والتقنية الحديثة تستطيع تدمير مجتمعاتنا الليبرالية. ولكي نستطيع أن نكون مواطنين مثقفين ومستنيرين ونتخذ القرارات الانتخابية المنطقية، علينا أولاً أن نعرف بالضرورة فيما إذا كانت الرسالة (السياسية) صحيحة أم خاطئة. إن معرفة ذلك والتصرف على أساسه هو ما يميز جاك دورسي. إنها ليست خطوة ثورية، لكن يمكن أن تكون بداية لجعل وسائل التواصل الاجتماعي أكثر حضارية. ولذلك شكراً لتويتر، وشكراً لجاك!

مارتن مونو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد