1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"الهولوكوست" وتوظيف الصورة خلال الحقبة النازية

٦ مايو ٢٠٢٣

جرى خلال الحقبة النازية توظيف الصورة للدعاية والترويج للسياسات النازية وإخفاء فظائعها وتضليل الرأي العام، أو استخدمت لتوثيق فظائع الهولوكوست. وقبل أيام فتح معرض صور "ومضات من الذاكرة" أبوابه لأول مرة في ألمانيا.

https://p.dw.com/p/4QFYQ
يؤكد معرض "ومضات من الماضي" على أهمية دور الصور خلال الحقبة النازية
يؤكد معرض "ومضات من الماضي" على أهمية دور الصور خلال الحقبة النازيةصورة من: Yad Vashem Archives

في وقت تتصاعد فيه جرائم   معاداة السامية، تظل قضية زيادة الوعي بالفظائع التي مر بها الناجون من  المحرقة خاصة مع تضاؤل عددهم في الوقت الحالي، في صدارة المسؤوليات الإنسانية فيما تعمل المتاحف على إيجاد طرق جديدة لجعل الجمهور على دراية واهتمام بمعرفة الحقائق الصعبة.

وفي هذا السياق، يأتي دور معرض "ومضات من الذاكرة: التصوير الفوتوغرافي أثناء الهولوكوست" بهدف ربط الماضي بالحاضر بشكل ناجح من خلال إبقاء جيل الألفية المولع بمنصات التواصل الاجتماعي وصور السيلفي على دراية بدور الصورة خلال الحقبة   النازية .

ويكشف المعرض الذي يستمر حتى العشرين من أغسطس/ آب المقبل، كيف جرى استخدام التصوير الفوتوغرافي خلال  الحقبة النازية  كأداة للتضليل والتلاعب بالرأي العام، لكنه كان أيضا أداة لتوثيق الجرائم والفظائع خلال تلك الحقبة، حيث استخدمت هذه الصور في محاكمات جرائم الحرب عقب سقوط النازية.

تضليل الرأي العام

أقيم معرض "ومضات من الذاكرة: التصوير الفوتوغرافي أثناء  الهولوكوست" للمرة الأولى في مؤسسة "ياد فاشيم" في القدس التي تعد أكبر مركز عالمي لإحياء ذكرى ضحايا المحرقة النازية. ومؤخراً أقيم المعرض لأول مرة خارج إسرائيل وتحديدا في ألمانيا داخل متحف برلين للتصوير الفوتوغرافي.

صورة للمعتقلين في معسكر "أوشفيتز" بعد تحريره من قبل القوات السوفيتية في يناير 1945
صورة للمعتقلين في معسكر "أوشفيتز" بعد تحريره من قبل القوات السوفيتية في يناير 1945صورة من: akg-images/picture alliance

وقد أشارت فيفيان أوريا، مديرة قسم متاحف في مؤسسة ياد فاشيم، في عام 2018 عند افتتاح المعرض للمرة الأولى إن "الكاميرا تمتلك التأثير الكبير والقوى بسبب قدرتها التلاعبية. وفي الوقت الذي يمكن للتصوير الفوتوغرافي أن يعكس الواقع كما هو، إلا أنه في الحقيقة يعد تفسيرا للواقع".

وقد أشارت فيفيان أوريا، مديرة قسم متاحف في مؤسسة ياد فاشيم، في عام 2018 عند افتتاح المعرض للمرة الأولى إن "الكاميرا تمتلك التأثير الكبير والقوى بسبب قدرتها التلاعبية. وفي الوقت الذي يمكن للتصوير الفوتوغرافي أن يعكس الواقع كما هو، إلا أنه في الحقيقة يعد تفسيرا للواقع".

يتألف المعرض من ثلاث أجزاء، ويقدم ويعكس ثلاث وجهات نظر مختلفة؛ الأولى الصور التي التقطها النازيون والثانية الصور التي التقطها المصورون اليهود، والثالثة الصور التي التقطها جنود القوات التي حررت ألمانيا من النازيين.

استخدام صور الأطفال في جرائم معاداة السامية

نشرت صحيفة "دير ستورمر" النازية المعادية للسامية والتي لعبت دورا في إثارة  الكراهية ضد اليهود   منذ عشرينيات القرن الماضي، صورا ليهود وهم يجلسون في إحدى الحانات، حيث جرى اتهامهم بتدبير المؤامرات فيما جرى استخدام صور الأطفال للزعم بأن اليهود لديهم غرائز دنيئة.

ومنذ بداية عام 1932، بدأت الصحيفة في استخدام جملة "الصحيفة الأسبوعية الباحثة عن الحقيقة" كعنوان فرعي.

استضاف متحف برلين للتصوير الفوتوغرافي "ومضات من الذاكرة: التصوير الفوتوغرافي أثناء الهولوكوست"
استضاف متحف برلين للتصوير الفوتوغرافي "ومضات من الذاكرة: التصوير الفوتوغرافي أثناء الهولوكوست"صورة من: Jürgen Heinrich/IMAGO

خلال الحرب، نشرت الصحيفة صورا التقطها جنود القوات النازية "الفيرماخت" لـ "الغيتوهات" أو "أحياء اليهود" في بولندا إبان احتلالها من القوات النازية. ورافق هذه الصور تعليقات وعبارات معادية للسامية.

وقد التقط المصورون اليهود صورا لهذه الأحياء حيث جرى تكليفهم من قبل ما يسمى بـ "المجالس اليهودية" التي كان يتم تعيين أعضائها من قبل القوات المحتلة بهدف تنفيذ السياسات النازية.

وكان الهدف من هذه الصور توثيق كيف يتم إدارة هذه الأحياء "بشكل جيد" فيما أُجبرت هذه المجالس على تسليم السكان المحليين من اليهود للعمل القسري أو للترحيل إلى معسكرات الاعتقال فيما كان الهدف من وراء هذا التوثيق إثبات أن معسكرات العمل القسري لليهود ضرورية.

ورغم ذلك، خاطر بعض المصورين الذين كان يتم تكليفهم من قبل "المجالس اليهودية"، بحياتهم عندما قاموا بتوثيق الأهوال والمعاناة داخل أحياء اليهود أو "الغيتوهات".

وقد نُقل عن المصور هنريك روس الذي قام بالتقاط صور في "غيتو لودش"، قوله إنه كان يعلم أن أفراداً من عائلته سيتعرضون للتعذيب والقتل إذا تم القبض عليه وهو يلتقط هذه الصور.

يسلط المعرض الضوء على اختلال التوازن بين قلة من المصورين يخاطرون بحياتهم لتقديم صور حقيقة وبين آلة الدعاية النازية التي كانت تمتلك وسائل إعلام جماهيرية بل قامت بإنتاج أفلام للمخرجة والممثلة ليني ريفنستال التي توصف بصانعة الأفلام النازية.

صورة تُظهر الأطفال في حي "كوفنو" لليهود في ليتوانيا والذي كان يستوعب 29 ألفا في ذروته
صورة تُظهر الأطفال في حي "كوفنو" لليهود في ليتوانيا والذي كان يستوعب 29 ألفا في ذروتهصورة من: Yad Vashem Archives

وفي ذلك، قالت فيفيان أوريا "هذا مثال استثنائي يؤكد على قوة الإرادة البشرية". وجرى استخدام بعض هذه الصور كأدلة خلال محاكمات على جرائم الحقبة النازية.

صور التقطها "الأخيار" بعضها خدم الحلفاء

يفسح المعرض المجال أمام عرض صور التقطها جنود قوات الحلفاء، حيث قاموا بتوثيق جرائم الهولوكوست عندما قاموا بتحرير معسكرات الاعتقال إذ كانت صور الجثث أو الأجساد الهزيلة لمن كتبت لهم النجاة أوقع دليل على الجرائم التي ارتكبت خلال الحقبة النازية.

وتعد هذه الصور مزعجة ومقلقة فيما قالت قوات الحلفاء إن الصور التقطها "الأخيار"، بيد أن بعض من الصور التي التقطها الحلفاء خدمت مصالحهم على سبيل المثال صور لأشخاص يقفون خلف الأسلاك الشائكة في معسكر الاعتقال النازي "أوشفيتز" انتظارا لإطلاق سراحهم فيما قٍيل إن هذه المشاهد كانت بهدف التصوير.

وكانت صورة تعود إلى الثاني من مايو/ أيار 1945 أو "يوم استسلام برلين" تُظهر جندي من الجيش السوفيتي وهو يلوح بالعلم السوفييتي فوق مبنى الرايخستاغ، المثال الأوقع على أن المعالجات التي حدثت عقب الحرب قد أثرت بالسلب على القوة الوثائقية للصور التاريخية.

يعد مندل غروسمان أحد المصورين الذين قاموا بتوثيق عمليات الترحيل في حي لودش اليهودي سرا
يعد مندل غروسمان أحد المصورين الذين قاموا بتوثيق عمليات الترحيل في حي لودش اليهودي سراصورة من: Yad Vashem Archives

وقد قامت وكالة الأنباء السوفييتية بتعديل الصورة من خلال إضافة سحب من الدخان وتكبير العلم السوفييتي بهدف إضفاء مزيد من الدراما إليها.

وسوف يستمر المعرض حتى العشرين من أغسطس/ آب المقبل.

تورستن لاندسبيرغ/ م.ع