1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ممر هوخرونر الألماني بين بصمات الماضي وسحر الطبيعة

١٧ يونيو ٢٠٠٩

لسنوات طوال كان ممر هوخرونر شاهدا على معاناة الشعب الألماني من جراء التقسيم، إذ أنه كان يعبر الحدود الفاصلة بين ما كان يعرف بألمانيا الغربية والشرقية. أما اليوم فقد أصبح ممراً لجولة ساحرة عبر ثلاث ولايات ألمانية.

https://p.dw.com/p/IC0F
صورة من: dpa

في مكان ما هنا وقبل عشرين عاما كانت قوافل سيارات ترابانت، وهي السيارة النمطية الوحيدة التي كانت تنتج في جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة قبل الوحدة، تصطف في انتظار دورها في عبور الحدود إلى الشطر الغربي من ألمانيا بعد انهيار الستار الحديدي عام 1989. كانت يقصد سائقيها عبور ممر هوخرونر، الذي يتعرج خلال عدة بلدات مثل أندنهاوزن وتيوبالدسوف عابراً ثلاث ولايات ألمانية في وسط البلاد، ومن ثم يعبر الحدود الفاصلة بين ما كان يعرف باسم ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية.

Biosphärenreservat Rhön
محمية الرون الطبيعيةصورة من: picture-alliance/ ZB

وبعد مرور عقدين من الزمان على سقوط جدار برلين ما زالت هناك علامات باقية تدل على أحوال تلك الفترة. فما تزال أبراج الحراسة، التي ضربتها عوامل التعرية، قائمة في تلك المنطقة. تلك الأبراج، التي كانت تستخدم في مراقبة الدوريات والدبابات التي كانت تحرس حدود ألمانيا الشرقية. أما اليوم تصاحب هذه الأبراج الزائرين على طول الطريق الفريد الذي يمتد إلى 175 كيلومتراً ويمر عبر ثلاث ولايات اتحادية.

طريق ساحر

Wandergruppe auf dem Hochrhöner
يقصد الكثير من الجوالة طريق الرون لجمال مناظرهصورة من: Christoph Fischer

يمتد ممر هوخرونر عبر بلدات غنية بالمنتجعات الصحية مثل باد سالتسونغن في ولاية تورنغين ومثل باد كيسينغن في بافاريا إلى جانب مروره ببلده رون، التي أعلنتها منظمة اليونيسكو محمية طبيعية. أما حين يتجه الجوالة، الذين يقصدون هذا الممر، صوب بلدة كيسينغن الواقعة في الوسط، يمكنهم الاختيار بين عدة طرق. ويقود أحد هذه الطرق يمر عبر أعالي أحد جبال منطقة الرون، والمعروف باسم فاسركوبيه، أي قمة الماء.

ومن أعلى القمة الجرداء تتفرع عدة طرق للمشي هابطة صوب الوادي، وهناك أيضاً محطة إذاعة أمريكية قديمة تسمى بوينت ألفا، وهي شاهد آخر على حقبة الحرب الباردة. وعند الاتجاه شرقا يؤدي طريق يختصر المسافة بمقدار عدة كيلومترات إلى سهول الرون ويصل بالسائرين إلى منطقة المستنقعات الحمراء والسوداء. ومن ثم يلتحم الطريقان مرة أخرى بالقرب من بلدة تان الواقعة على سفح جبل كاتزنشتاين، قبل أن يؤدي إلى بلدة بليس ثم ينتهي إلى باد سالتسونغن.

ويقول غيرد موللر من مركز معلومات الرون السياحي إن الطريق المفضل هو طريق الرون المرتفع، الذي يمر عبر قلب منطقة الرون متقاطعاً مع الممرين الشرقي والغربي وصولاً إلى المنتجعات الصحية. غير أن أي شخص يرغب في مشاهدة الكثير من المناظر على طول الطريق أمامه بعض الاختيارات، فالمناظر في مناطق الصخور البركانية لا يمكن تجنبها، وهناك المناظر التي لا يبدو لها نهاية من القمم المنحدرة والوديان والطرق عبر الحقول الشاسعة المكسوة بالعشب. تلك الطرق التي تمتد بمحاذاة الطرق التي تعبر أكبر غابات لأشجار البتولا في وسط أوروبا. إضافة إلى السهول الهادئة والمستنقعات التي يظللها السواد.

غياب آثار التقسيم

Symbolbild Flash Special DDR Flucht Timeline
من بقايا حقبة الحرب الباردة

ولا يبدو أن هيئات السياحة المحلية مهتمة بالتركيز على التاريخ المشترك للحدود التي كانت تفصل بين الألمانيتين، فلا يكاد المرء أن يرى أية علامة تعلق أو تشرح التقسيم الذي استمر عدة عقود في الدولة الألمانية. ولا يستطيع الزوار الذين يتجولون بين بلدتي تان وباد سالتسونغن غير أن يلاحظوا أبراج الحراسة المهجورة والتي كان يستخدمها حرس الحدود الألماني الشرقي السابق وكذلك الممرات الحجرية.

ويمكن للمرء أن يرى قاعدة لجيش الشعب الألماني الشرقي السابق من خلف مجموعة من الأسلاك الشائكة، ولا زالت منطقة الحدود السابقة تحتل مساحة كبيرة من غابات المنطقة. غير أن الألمان لا يزالون يتذكرون بعض القصص من خلال متحف بلدة تان. ومن هذه القصص السماح لحوالي ثلاثمائة شخص من ألمانيا الشرقية بعد مرور ثلاثة أسابيع على سقوط جدار برلين بعبور الحدود للالتقاء بمعارفهم من بلدة تيوبالدشوف، التي تقع في ألمانيا الغربية، من جديد في حانة، بتعهد أن تعهدوا بشرفهم لأفراد حرس الحدود بأن يعودوا أدراجهم مرة أخرى وهو ما نفذوه بالفعل بحلول منتصف الليل. وأصبح أفراد حرس الحدود السابقين يديرون في الوقت الحالي مركز السياحة ببلدة تان.

(و.ب/د.ب.آ/آ.ف.ب)

تحرير: عماد م. غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات