1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"الانفجار الكبير" ـ آفاق وتحديات توسيع الاتحاد الأوروبي

بيرند ريغرت
١ مايو ٢٠٢٤

إعادة توحيد أوروبا في عام 2004 كانت ناجحة، وفق خبراء. لكن الاتحاد الأوروبي سيواجه صعوبة أكبر في قبول دول غرب البلقان، وكذلك أوكرانيا. فما الخطوة التالية في خطة التوسيع؟ وماذا بالنسبة لتركيا؟

https://p.dw.com/p/4fLsI
أعلام الاتحاد الأوروبي أمام مبنى المفوضية الأوروبية في العاصمة البلجيكية، بروكسل
يرى خبراء أن توسع الاتحاد الأوروبي كان خطوة جيدةصورة من: Kenzo Tribouillard/AFP/Getty Images

"الانفجار الكبير" هو المصطلح الذي اطلق على توسيع الاتحاد الأوروبي في الأول من مايو/أيار عام 2004 ليشمل عشر دول، وبذلك ارتفع عدد الدول الأعضاء من 15 إلى 25 بين عشية وضحاها. تم إعادة توحيد القارة بعد 15عاماً من سقوط جدار برلين ونهاية الحكم السوفييتي في أوروبا الشرقية. جرت الاحتفالات قبل 20 عاما من إستونيا في الشمال إلى سلوفينيا في الجنوب مع مهرجانات شعبية وألعاب نارية وخطب احتفالية وتكسير للحواجز. كما تم تضمين جزيرتي مالطا وقبرص في البحر الأبيض المتوسط. "لقد كانت إشارة قوية لروسيا، ولكن ليس ذلك فحسب. لقد أظهرت هذه الخطوة قدرة التكتل على اتخاذ قرارات قوية، والتوسيع واستيفاء الشروط. وكان هذا إيجابيا للغاية لأن الظروف السياسة للاتحاد الأوروبي وللدول المنضمة آنذاك كانت أكثر ملائمة مما هي عليه اليوم، حسب كفتا كلمندي من مركز أبحاث المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في بروكسل.

لا بديل آخر عن التوسيع!

التوسيع كان أمراً جيداً لكل من الاتحاد الأوروبي والدول العشر المنضمة إليه، كما تقول الخبيرة في الاتحاد الأوروبي كلمندي في مقابلة مع DW. انتعش في النمو الاقتصادي للبلدان المنضمة في السوق الداخلية الأوروبية. كما تم تعزيز الديمقراطية وسيادة القانون وحرية الإعلام وفق دراسات أجرتها مؤسسة "برتلسمان" الألمانية، وهو معهد للأبحاث الاجتماعية والسياسية في ألمانيا.

الاستثناءات هي المجر وبولندا. ابتعدت الحكومات هناك عن القيم الأوروبية. وفي بولندا، لم ينعكس هذا الاتجاه إلا منذ تغيير الحكومة في العام الماضي. ووفق مؤشر التحول الخاص بمؤسسة "برتلسمان"، حققت دول البلطيق وجمهورية التشيك وسلوفينيا وسلوفاكيا أعلى تصنيف باعتبارها "ديمقراطية في طور الاستقرار". وقد تم تصنيف بولندا والمجر على أنهما "ديمقراطيتان معيبتان".

لم يكن هناك بديل عن توسيع الاتحاد الأوروبي في عام 2004 وتأخر انضمام بلغاريا (2007) ورومانيا (2007) وكرواتيا (2013)، كما يعتقد خبير الاتحاد الأوروبي، هانس كريبيه من معهد بروكسل للجغرافيا السياسية (BIG). وقال كريب: "كان لا مفر من القيام بذلك كرد فعل على الاضطرابات التاريخية وانهيار الاتحاد السوفيتي والكتلة الشرقية".

هل يتوقع "انفجار كبير" آخر؟

يقول هانس كريبيه من المعهد الجيوسياسي في بروكسل: "إن مفوضية الاتحاد الأوروبي تلعب بالطبع دورها كمؤيد مشجع للتوسيع". ومع ذلك، فإننا ندرك داخليًا أنه يتعين علينا أيضًا أن نتعلم دروسًا للمستقبل من موجة التوسيع الكبير. وفي المقام الأول كان من الضروري على الاتحاد الأوروبي أن يتعلم أنه يتعين عليه أن يصبح أكثر تقبلاً وأن يعمل على تبسيط إجراءاته وعملياته. حتى الآن لا توجد خطة ولا أفق زمني لمثل هذا الإصلاح في الاتحاد الأوروبي. التوسيعات التالية قادمة. ومن المقرر أن يتم قبول ست دول في غرب البلقان من البوسنة والهرسك إلى ألبانيا. أوكرانيا ومولدوفا وجورجيا هي أحدث الدول المرشحة التي يمكن أن تحصل على تذكرة سريعة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، خاصة بسبب التهديد الذي تمثله روسيا.

الاتحاد الأوروبي يفتح باب مفاوضات الانضمام مع أوكرانيا

وقد تلقت دول غرب البلقان وعداً بالانضمام بشكل متكرر. التحضير والمفاوضات والتعديلات، كل هذا استغرق عقوداً من الزمن بعد الحروب الأهلية في يوغوسلافيا السابقة. ودوماً ما يحب المستشار الألمانيأولاف شولتس أن يذكر بأن الآن هو الوقت المناسب للتحرك أخيراً. وتقول كفتا كلمندي من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "لا أعتقد أنه سيكون هناك انفجار كبير مقبل، فلن ينجح هذا الأمر". وتختلف الدول الستة بشكل كبير من حيث تطورها وقدرتها على الانضمام. وتفترض أنه سيتم تسجيلها الواحدة تلو الأخرى. بداية ألبانيا ومقدونيا الشمالية والجبل الأسود. ويتعين على صربيا وكوسوفو أن تعملا على حل نزاعهما بشأن الدولة والأقليات. وفي جميع الأحوال، لا يستطيع المرء أن ينتظر حتى يتم حل الصراعات الثنائية في صربيا وكوسوفو. وهذا يعني جعل البلدان الأخرى رهينة لهذا الصراع. وتوضح الخبيرة "إن الطريقة التي حاول بها الاتحاد الأوروبي استخدام منظور التوسيع لحل المشاكل الثنائية لم تساعد المنطقة. فهو يركز أكثر مما ينبغي على الاستقرار وليس على التنمية الاقتصادية."

التحدي الأكبر: انضمام أوكرانيا

مقارنة بدول البلقان فإن أوكرانيا سوف تشكل حقاً "انفجاراً عظيماً" بالنسبة للاتحاد الأوروبي. لقد تضرر أكثر من 40 مليون شخص، من بلد زراعي ضخم، والأفقر في أوروبا، بشدة من الحرب التي فرضتها عليها روسيا. ومن المقرر أن تبدأ مفاوضات الانضمام في القريب بمؤتمر دولي. رئيسة المفوضية الأوروبية، أورزولا فون دير لاين، متأكدة من أن أوكرانيا تنتمي إلى النادي الأوروبي. وقالت فون دير لاين في البرلمان الأوروبي: "لقد اتخذت أوكرانيا خيارها الأوروبي. وأنتم تعرفون ماذا يعني ذلك. لقد اتخذنا خيارنا الأوكراني. تماما كما قررنا منذ سنوات عديدة إعادة العديد من الدول إلى اتحادنا".

ويقول خبير الاتحاد الأوروبي هانس كريبيه إن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي أمر لا مفر منه مثل انضمام الدول العشر قبل 20 عاماً. كما تدافع البلاد عن نفسها ضد روسيا لصالح أوروبا. "إن أوكرانيا تقوم بكل الجهد"، ولكن في النهاية لا بد من إقناع الناس في الدول الأعضاء القديمة في الاتحاد الأوروبي بالموافقة على التوسيع. وهذا يتطلب الإجماع بين ما يزيد عن 30 دولة. وفي بعض الحالات، يتطلب إجراء استفتاءات. في الوقت الحالي، كما يرى كريبيه، لا تتم معالجة المشاكل الحقيقية المترتبة على هذا التوسيع من أجل عدم تخويف الأوروبيين. "إنها استراتيجية محفوفة بالمخاطر. في مرحلة ما، يجب مواجهة الواقع." ويتطلب قبول أوكرانيا تحولاً كاملاً في ميزانية الاتحاد الأوروبي. ومن المرجح أن يتحول صافي المستفيدين من المنح والأموال اليوم، على سبيل المثال بولندا أو المجر، إلى دافعين يضطرون إلى التبرع بالمال لأوكرانيا وغيرها من الدول الأكثر فقراً.

عدم التوقف عن الحلم

ويقول جيرزي بوزيك إنه من الصعب التنبؤ بموعد الانضمام التالي، ولكن على المرء أن يظل متفائلاً. كان البولندي بوزيك عضواً في البرلمان الأوروبي منذ عام 2004، عندما انضمت بلاده إلى الاتحاد الأوروبي. وكان في السابق رئيسًا للحكومة في عام 2001 وساعد في التحضير لانضمام البلاد. وقال بوزيك في البرلمان في إشارة إلى الدول المرشحة التالية "عندما كنا صغارا لم يكن يبدو ذلك حقيقيا لكن (الانضمام) أصبح حقيقة. وهذا يعني أننا يجب أن نحلم ونتمسك بأحلامنا" في إشارة إلى الدول المرشحة التالية.

ومن غير المرجح أن تنضم تركيا، التي تتفاوض بشأن عضوية الاتحاد الأوروبي منذ عام 2005. إن الدولة التي تدار بشكل استبدادي تبتعد أكثر فأكثر عن القيم الأوروبية. ويقول هانس كريبيه، الخبير من معهد الجغرافيا السياسية في بروكسل: "إنها حالة ميؤوس منها عندما يتعلق الأمر بالانضمام". ومع ذلك، ينبغي للاتحاد الأوروبي أن يسعى جاهدا لإقامة علاقات ثنائية وثيقة، وشراكة متميزة، لأن تركيا تحتل موقعا جيوسياسيا رئيسيا فيما يتعلق بالدفاع ضد روسيا وقضايا الهجرة.

أعدته للعربية: إيمان ملوك