1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

زيكو يودع منتخب العراق غاضبا

زمن البدري٣٠ نوفمبر ٢٠١٢

استقال زيكو من تدريب المنتخب العراقي لكرة القدم بسبب خلافات مالية مع اتحاد كرة القدم . الاتحاد طالب زيكو بالالتزام بالعقود السابقة وبحث إيجاد حلول مناسبة للمشكلة. النقطة موضع الخلاف تفصيل في العقد قيمته مليون دولار.

https://p.dw.com/p/16t8H
صورة من: Kadhim Alabady

ترك نجم المنتخب البرازيلي السابق زيكو مهمة تدريب المنتخب العراقي لكرة القدم مشيرا إلى أن اتحاد الكرة العراقي لم يلتزم ببنود التعاقد بينهما. وكتب زيكو في بيان على موقعه الالكتروني: "أرسلت إخطارا رسميا إلى الفيفا (الاتحاد الدولي لكرة القدم) واتحاد الكرة العراقي أبلغهما فيه بأنني اعتبر عقدي لاغيا بسبب فشل اتحاد الكرة العراقي في الالتزام بشروطه .. وقريبا سأفصح عن مزيد من التفاصيل". وكان من المقرر أن يقود زيكو الذي تولى تدريب الفريق منذ آب/ أغسطس 2011 منتخب البلاد إلى نهائيات بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل.

خلاف مالي

الناطق الرسمي باسم إتحاد الكرة العراقي وعضو مجلس إدارته اللاعب السابق نعيم صدام ذكر في تصريح لوكالة لفرانس برس ان" الاتحاد ناقش هذا الأمر على الرغم من عدم وصول أية رسالة رسمية من المدرب زيكو إلى الاتحاد بهذا الخصوص ووجدنا من الأفضل إقناعه بالتراجع عن قرار الاستقالة". وأضاف نعيم صدام" بدأنا معه بمفاوضات من خلال محاميه ومترجمه منذ الأربعاء ( 28.11.2012).

Irak Fußball WM Qualifikation
فرحة المنتخب وزيكو بعد فوز العراق على الأردن في تصفيات كأس العالمصورة من: Reuters

د. كاظم العبادي في حوار مع DWعربية أوضح ان الاستقالة لها تأثير سلبي على الكرة العراقية وتشكل عودة للخلف وتمثل عدم المنهجية في اتخاذ القرارات ولها تأثير سلبي كبير على بناء المنتخب وأجياله. وأشار العبادي إلى أن "زيكو مدرب مهني ولا توجد أية نقطة سلبية ضده وقد قاد المنتخب العراقي بكل أمانة وكل شجاعة وحاول بناء فريق للمستقبل. ووصف د. كاظم العبادي تصريح المتحدث باسم الاتحاد العراقي لكرة القدم بأنه كلام إنشائي وليس له بعد فني وبسبب مثل هذه الأحاديث يجري الاستغناء عن المدربين الأجانب الأكفاء، كزيكو، كما ستضيع أجيال ذهبية من الكرة العراقية تنتظر إتاحة الفرصة إليها للعب في الملاعب والبطولات العالمية الكبيرة، ونوه العبادي إلى أن " وجود زيكو مهم جداً مع المنتخب لكونه أحد الخبرات العالمية، وان الأموال موضع الخلاف الحالي معه لا تمثل شيئا للعراق مقابل ضمان مستقبل منتخبه الوطني.

وكالة الصحافة الفرنسية ذكرت أن الخلاف بين الطرفين يدور حول التفاصيل المالية، فقد اعتبر الاتحاد العراقي لكرة القدم إن قيمة العقد المبرم مع زيكو تبلغ  مليونين ونصف المليون دولار بضمنها مليون دولار يتقاسمها المدربان المساعدان، بينما يرى المدير الفني لزيكو أن على الاتحاد العراقي أن يدفع لكل من المساعدين 500 ألف دولار وبعقدين منفصلين خارج إطار المبلغ المذكور. واعتبر الاتحاد إن هذا الموقف من قبل المدرب زيكو هو انقلاب من الأخير على طبيعة العقد المبرم بين الطرفين.

المشكلة في زيكو أم في اتحاد كرة القدم العراقي ؟

مساعد مدرب العراق السابق  يونس جاسم القطان دخل في حوار برنامج العراق اليوم من DWعربيةواعتبر استقالة زيكو إشارة واضحة على أن إصرار الاتحاد العراقي لكرة القدم على العمل الفوضوي وخلق الأزمات المتتالية . وذكَر بقرار إيقاف مدرب المنتخب السابق النرويجي أولسن - والذي كان يونس مساعدا له- بسبب تعادل المنتخب العراقي مع الصين.

القطان أوضح بأن المشكلة تكمن في وجود عناصر دون كفاءة لكنها متنفذة في الاتحاد العراقي لكرة القدم تبوأت مناصب إدارية مهمة في الاتحاد رغم إنها غير مطلعة على العمل الكروي الاحترافي وتفتقر إلى الدراية بأبسط طرق التعامل والتخاطب الرسمي مع الاتحادات الدولية والمدربين الأجانب.

في مداخلة في البرنامج أبدى المتابع الرياضي ساجد سليم استغرابه من توقيت الاستقالة ورمى بالمسؤولية بالكامل على عاتق الاتحاد، إذ وجب عليهم ،وحسب قوله، معرفة ظروف زيكو وتفاصيل العقد الموقع والذي لا يشرط على المدرب زيكو المجيء والإشراف على المنتخب شخصيا في العراق. ونوه ساجد إلى أن رئيس اللجنة الاولمبية العراقية رعد حمودي، وبعد اجتماع عقده مع مترجم زيكو، كان قد تعهد بدفع مستحقات زيكو المالية بالكامل لكي يبقى في مهمة التدريب. ووصف ساجد الضغوطات على زيكو في هذا الوقت بالمؤامرة من قبل اتحاد الكرة العراقي ضد الكرة العراقية.

Irak-Mannschaftsfoto mit Trainer Bernd Stange
المنتخب العراقي في سنة 2003 تحت قيادة المدرب الألماني برند ستانغه والذي استقال بسبب خلافات مالية مشابهة مع الاتحادصورة من: dpa

تخبط في سياسات اتحاد كرة القدم  

التعاقد مع مدربين أجانب ثم الاستغناء عنهم قبل انتهاء العقد أو إجبارهم على  الاستقالة ليست جديدة في تاريخ الكرة العراقية، وقد علق د. كاظم العبادي على ذلك بقوله إنه يشكل دليلا على تخبط في سياسات الاتحاد وعدم قدرته على بناء سياسة واضحة للإشراف على المنتخبات الوطنية وإيصالها للمستويات العالمية. العبادي أشار إلى أن للعراق الآن تاريخ سيء في التعامل مع المدربين الأجانب، ما سيبعدهم عن التعاقد مع المنتخبات العراقية في المستقبل، ووصف المشكلة الأخيرة مع زيكو بالمفتعلة من قبل الجانب العراقي لان المدرب زيكو، حسب قوله، مهني في عمله وحافظ طيلة مسيرته مع المنتخب في اتخاذ مواقف ايجابية اتجاه الاتحاد العراقي والكرة العراقية، وإن مسالة عدم وجود زيكو في العراق للإشراف على الفريق ترجع لسوء الأوضاع الأمنية في العراق، والتي لا تشجع الأجانب على المكوث بالبلد، بالإضافة إلى إن الاتحاد العراقي لكرة القدم لم يوفر أمورا كثيرة لزيكو، منها على سبيل المثال عدم تنفيذ برامج ومعسكرات التدريب للمنتخب والتي طالب بها.

عقد مبهم ومسؤولون فاسدون

مساعد المدرب السابق للمنتخب يونس جاسم القطان أشار الى أن شروط العقد المبهمة مع زيكو، خلقت إشكالا في تفسيره وفي دفع المستحقات المالية لرواتب مساعديه، إذ لا احد يعرف بالضبط ما هي تفاصيل العقد. القطان أشار إلى أن المشكلة الرئيسية مع زيكو لا تكمن في العقد نفسه وإنما في استبعاده لبعض اللاعبين في المنتخب وهو أمر لم يعجب احد المتنفذين الفاسدين في اتحاد الكرة العراقي. هذه المشكلة سبق أن تكررت مع عدة مدربين أجانب دربوا المنتخب ، كالألماني برند ستانغه والبرازيلي جورفان فييرا. وذكًر القطان بالمنتخب الألماني لكرة القدم وحيادية المدرب يواخيم لوف في اتخاذ القرارات التي تخص الفريق، ورغم خسارة المنتخب الألماني في بطولة أمم أوروبا الأخيرة إلا أن الاتحاد الألماني لكرة القدم جدد ثقته بلوف ومدد العقد معه لسنوات قادمة.

Kadhim AlAbady Autor Irak UK
الخبير بالشؤون الرياضية د. كاظم العباديصورة من: Kadhim AlAbady

من سيخلف زيكو؟

العراق تنتظره مشاركة دولية رسمية في بطولة غرب آسيا في الكويت من 8 إلى 20 كانون أول/ديسمبر القادم، وسيتوجه المنتخب إلى الدوحة السبت المقبل (01.12.2012) للقاء مع البحرين وديا ضمن برنامج الاستعداد للبطولة. هذه المرة سيذهب المنتخب دون مدرب.

المتحدث الرسمي باسم الاتحاد العراقي لكرة القدم نعيم صدام قال إن "الكرة العراقية فوق زيكو ومصلحة المنتخب فوقه أيضا". فيما رد الخبير بالشؤون الرياضية د. كاظم العبادي على هذا القول مطالبا بأن تكون هنالك شروط واضحة للمدرب الذي سيخلف زيكو، في حال تعذر تقدم المفاوضات معه. واشترط العبادي أن يكون المدرب الجديد من حملة شهادة التدريب، التي تعتبر رخصة التدريب العالمي المعترف بها من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، وان يكون ذو خبرة في خوض مباريات مهمة في تصفيات ونهائيات كاس العالم.

استمع الى لقاء اذاعي كامل اسفل الصفحة حول استقالة زيكو