1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

انتخابات تونس: الفيسبوك يخرق قانون ''الصمت'' الانتخابي

٢٢ أكتوبر ٢٠١١

رغم منع قانون الانتخابات الدعاية السياسية في الميدان وعبر وسائل الإعلام التقليدية خلال الساعات الـ 24 التي تسبق انتخابات 23 أكتوبر، تواصلت في تونس حملات دعائية موازية على الفيسبوك.

https://p.dw.com/p/12wyA
صورة من: picture-alliance/dpa

منتصف ليل الجمعة (بالتوقيت المحلي) انتهت حملة انتخابات المجلس الوطني التأسيسي المقررة ليوم الأحد (23 تشرين الأول/ أكتوبر 2011). وشاركت في هذه الحملة التي بدأت مطلع الشهر الجاري، أكثر من 1500 قائمة انتخابية حزبية ومستقلة وائتلافية داخل 27 دائرة انتخابية في البلاد.

"الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات" (غير حكومية) المسؤولة عن تنظيم الانتخابات أصدرت مساء الجمعة بياناً، دعت فيه "جميع" المترشّحين للانتخابات ووسائل الإعلام التونسية "داخل التّراب الوطني" إلى "احترام الضوابط القانونية المتعلقة بالصمت الانتخابي".

Thank you Facebook Tunesien Tourismus
كان للتواصل على الفيسبوك دور مهم في تورة تونسصورة من: Thomas Rassloff

وتتمثل هذه الضوابط في "تحجير توزيع الإعلانات المتضمنة للقائمة الاسمية للمترشحين أو صورهم أو اسم القائمة وبرنامجها وذلك بعد انتهاء الحملة الانتخابية وطيلة يوم الاقتراع" و"تحجير توجيه إرساليات عبر الهاتف الجوّال إلى العموم للتأثير عليهم أو استعمال أي وسيلة إشهار أخرى"، إضافة إلى "وقف تحيين الموقع الإلكتروني للحزب أو للقائمة المترشحة قبل 24 ساعة من تاريخ الاقتراع".

الهيئة نبهت أيضاً من أن "أيّ تجاوزات أو خروقات للقواعد المذكورة تعتبر جريمة انتخابية يعاقب عليها القانون". ورغم هذا التنبيه تواصلت "حملة" انتخابية موازية على شبكة التواصل الاجتماعي الفيسبوك ومضت صفحات في الدعاية أو الدعاية المضادة لأحزاب وشخصيات سياسية.

صور وفيديو ومقالات للدعاية

يستعمل نشطاء الفيسبوك النصوص المكتوبة والصور ومقاطع الفيديو لمخاطبة مستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي في محاولة إقناعهم بوجهات نظرهم السياسية. أحمد نجيب الشابي، مؤسس الحزب الديمقراطي التقدمي اليساري المعتدل، نشر صباح السبت على صفحته الشخصية في الفيسبوك مقطع فيديو لحفل، نظمه الحزب مساء الجمعة في أريانة (شمال العاصمة) وحضره آلاف من الأنصار بمناسبة اختتام الحملة الانتخابية للحزب. واعتبر مراقبون هذه الخطوة خرقاً من الشابي لقانون الصمت الانتخابي.

ونشر أنصار عدد من الأحزاب كلمات مسجلة توجه بها رؤساء هذه الأحزاب خصيصاً لنشطاء الفيسبوك ودعوا فيها إلى التصويت لأحزابهم مثل "المجد" و"آفاق"، اللذين تأسسا بعد الإطاحة ببن علي وحزب "المؤتمر من أجل الجمهورية"، الذي يتزعمه منصف المرزوقي. وكان المرزوقي أوّل سياسي تونسي يحرّض عبر الفيسبوك التونسيين على الثورة على نظام بن علي.

أنصار أحزاب أخرى نشروا صوراً، دعوا من خلالها إلى التصويت لأحزابهم مثل أنصار حركة النهضة والحزب الديمقراطي التقدمي والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات. كما كتبوا مقالات، عددوا فيها مزايا التصويت لأحزاب بعينها ومخاطر التصويت لأخرى.

دعاية مضادة

في المقابل تم استعمال الفيسبوك في الدعاية ضد أحزاب وشخصيات سياسية معينة. وكانت حركة النهضة ورئيسها راشد الغنوسي أكثر الأحزاب استهدافاً من هذه الحملة تليها أحزاب يسارية مثل "الحزب الديمقراطي التقدمي" و"التكتل من أجل العمل والحريات" و"القطب الديمقراطي الحداثي".

وانخرطت عدة صفحات في الدعاية ضد النهضة مثل صفحات "معا لإرجاع الشيخ راشد الغنوشي إلى لندن"، التي تضمّ أكثر من 22 ألف مشتركاً و''أيام الجاهلية بالبلاد التونسية''. وعاد راشد الغنوشي إلى تونس في مارس الماضي بعد أن قضى 20 سنة في منفاه الاختياري بريطانيا.

NO FLASH Tunesien Wahl Wahlen Wahlwerbung
"الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات" (غير حكومية) المسؤولة عن تنظيم الانتخابات أصدرت مساء الجمعة بياناً، دعت فيه "جميع" المترشّحين للانتخابات ووسائل الإعلام التونسية "داخل التّراب الوطني" إلى "احترام الضوابط القانونية المتعلقة بالصمت الانتخابي".صورة من: AP

ويجري منذ يومين تداول شريط قصير تظهر فيه سيدة محجبة تحذر النساء مما قد يحدث في تونس في صورة وصول الإسلاميين إلى الحكم. وتقول السيدة التي كانت برفقة ابنيها، إن قرينها تزوّج عليها امرأتين وترك لها ولأبنائها المنزل.

من ناحية أخرى هاجمت صفحات أحزاباً وشخصيات توصف بأنها "علمانية" مثل مصطفى بن جعفر أمين عام "التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات" و"القطب الديمقراطي الحداثي" وهو تحالف لأربعة أحزاب سياسية يسارية ومستقلين. وتتهم هذه الصفحات "العلمانيين" بالعمالة للغرب وبمعاداة الإسلام وبالدفاع عن الشواذ جنسياً وبانتهاج سياسة التخويف من الإسلام.

"الدعاية عبر الفيسبوك هي الأكثر تأثيراً خاصة في الشباب"

Facebook Privacy Settings
الديني: "هناك عامل آخر مهم هو صعوبة مراقبة الشبكة وعدم وجود قانون يمنع من التعبير عن الرأي عبرها"صورة من: picture alliance/dpa

الأستاذ في "معهد الصحافة وعلوم الإخبار" في تونس سامي بدر الديني يعتبر أن الدعاية السياسية عبر شبكة الفيسبوك هي الأكثر تأثيراً، لاسيما وأن عدد التونسيين الذين لديهم حسابات شخصية على هذه الشبكة تجاوز حالياً 2.7 مليون مشترك، أي حوالي ربع عدد سكان البلاد وفق إحصائيات شركة فيسبوك.

وفسر الأستاذ المختص في الصحافة الإلكترونية وتكنولوجيات الاتصال الحديثة اعتماد الفيسبوك في الدعاية السياسية بمجانية استعمال الشبكة وضمان تمرير المعلومة من شخص إلى آخر وسهولة استهداف شريحة الشباب الذين يمثلون غالبية مستخدمي الشبكة الاجتماعية في تونس. وأضاف الديني في حوار مع دويتشه فيله: "هناك عامل آخر مهم هو صعوبة مراقبة الشبكة وعدم وجود قانون يمنع من التعبير عن الرأي عبرها".

منير السويسي/ تونس

مراجعة: عماد غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد