1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بعد هيمنة الحزب الحاكم – "ديمقراطية" مصر أمام أزمة شرعية

١ ديسمبر ٢٠١٠

بعد الفوز الكاسح للحزب الحاكم في مصر وخروج حزبي المعارضة الرئيسيين ( الإخوان والوفد) من اللعبة الانتخابية، يرى مراقبون أن النظام المصري على أبواب "أزمة شرعية" ستظهر أولى ملامحها إلى السطح خلال الأيام القليلة القادمة.

https://p.dw.com/p/QNd9
توقعات بزيادة حدة المشاحنات السياسية في مصرصورة من: AP

تتسارع الأحداث وردود الأفعال في مصر على خلفية ما أفرزته الجولة الأولى من انتخابات مجلس الشعب، وأحدث هذه الردود ما صدر عن جماعة "الإخوان المسلمين"، قوة المعارضة الرئيسية في مصر، التي أعلنت مقاطعتها للجولة الثانية من انتخابات مجلس الشعب المزمع إجراؤها يوم الأحد المقبل، واصفة الجولة الأولى، التي خرجت منها خالية الوفاض، بأنها "زورت".

القرار ذاته اتخذه حزب الوفد الليبرالي الذي حصل على مقعدين في الدورة الأولى من الانتخابات وكان يفترض أن يدخل دور الإعادة بتسعة مرشحين، بينما كان يفترض أن تخوض جماعة الإخوان الدورة الثانية بـ26 من مرشحا.

"أزمة شرعية"

Wahlen in Ägypten
المعارضة ومنظمات حقوقية تتحدث عن عمليات تزوير، و بلطجة اثناء و بعد الانتخاباتصورة من: picture alliance/dpa

ردود الأفعال على الجولة الأولى من قبل الإخوان والوفد وصفها مراقبون بالقوية، متوقعين أن تمهد لانطلاق مرحلة جديدة في الحياة السياسية المصرية، هذه المرحلة يقول عنها الإعلامي والمحلل السياسي خالد البلشي بأنها ستكون ساخنة في حال لجأت المعارضة بشتى أطيافها إلى الشارع، خاصة وأن مصر تستعد للجولة الثانية من الانتخابات التشريعية بالإضافة إلى الانتخابات الرئاسية القادمة. ويضيف البلشي أن انسحاب جماعة الإخوان من جولة الإعادة سيكسبها مزيدا من التعاطف في الشارع المصري.

وكان البيان الذي أصدرته الجماعة الأربعاء والذي تضمن مقاطعة الجولة الثانية من الانتخابات قد أكد ذكر أن: "عدم مشاركتنا لا تعني تغييرا في إستراتيجيتنا الثابتة بالمشاركة في جميع الانتخابات، ولكنه موقف فرضته الظروف الحالية". وأكد البيان أن الجماعة "تعتزم الاستمرار في كل الإجراءات القانونية لملاحقة المزورين والمفسدين لإبطال هذا المجلس (مجلس الشعب) المزور".

من جانبه يؤكد الدكتور حسن منيمنة، كبير الباحثين في معهد هادسون الأمريكي بواشنطن، أن "النظام المصري بات يواجه، بعد انسحاب الإخوان وحزب الوفد، أزمة سياسية ستؤثر على شرعيته"، وستظهر نتائج هذه الأزمة في الأيام القليلة القادمة، مؤكد في الوقت ذاته أن " الانتصار الذي حققه الحزب الحاكم في هذه الانتخابات سيكون له ثمن يتمثل في دفع شريحة كبيرة من الشعب المصري للشعور بأنها خارج اللعبة السياسية وبالتالي تصبح هذه الشريحة عرضة للاستقطاب من طرف بعض الأطراف التي لا تسعى لخدمة مصلحة البلاد".

"سحابة صيف غير ممطرة"

US-Präsident Barack Obama und der ägyptische Präsident Hosni Mubarak
مصر ترفض موقف واشنطن من الانتخابات وتعتبره "تدخلا غير مقبول" في شؤونهاصورة من: AP

ولعل من بين ابرز ردود الأفعال الدولية على نتائج هذه الانتخابات ما صدر عن البيت الأبيض، إذ عبرت الولايات المتحدة الأمريكية، الحليف التقليدي لمصر واحد ابرز مانحيها للمساعدات، عن "خيبة أملها" إزاء سير العملية الانتخابية وعن "القلق" إزاء معلومات عديدة أشارت إلى حدوث تزوير. وهو الانتقاد الذي رفضته الخارجية المصرية قائلة إنه "تدخل غير مقبول في شؤون مصر الداخلية". من جانبها اعتبرت منظمات حقوقية مصرية ودولية الدورة الأولى للانتخابات المصرية بأنها شابتها انتهاكات واسعة النطاق وأعمال عنف.

ويرى المراقبون أن انتقاد واشنطن للقاهرة لا يحمل في طياته أي جديد لعدم تضمينه إجراءات فعلية، ويصف الإعلامي والمحلل السياسي المصري خالد البلشي هذا الانتقاد بـ "سحابة صيف غير ممطرة". وهو ذات الرأي الذي ذهب إليه الدكتور منيمنة الذي يعتقد أن هذه الانتقادات لن تغير من الأمر شيء، و لن تؤثر على التحالف الوثيق بين الولايات المتحدة الأمريكية والنظام المصري.

برلمان بدون معارضة

ويقول الحزب الوطني الحاكم إن الانتخابات كانت حرة و نزيهة، وأكد صفوت الشريف، الأمين العام للحزب في مؤتمر صحفي حين سئل عما إذا كان الحزب خطط لبرلمان بدون معارضة بالقول إن "القضية ليست قضية برلمان بدون معارضة ولكن قضية برلمان يعبر تعبيرا صحيحا وحقيقيا عن إرادة الناخبين واختياراتهم". وقد فاز خلال الجولة الأولى ثلاثة مرشحين من ثلاثة أحزاب معارضة بمقعد لكل منهم وفازت حفنة من المستقلين الأمر الذي يجعل الحزب الوطني مهيمنا على المجلس الجديد بنسبة تزيد على 96 في المائة من المقاعد، بحسب محللين.

يوسف بوفيجلين

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد