1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الاتفاق النووي الإيراني.. هل دخلت المفاوضات النفق المظلم؟

٢٣ نوفمبر ٢٠٢٢

دخلت المحادثات النووية بين الغرب وطهران نفقا مظلما على إثر إرسال إيران شحنات تصنيع طائرات بدون طيار إلى روسيا وكذلك الرد العنيف على الاحتجاجات. وضع خطير يهدد مصير هذا الاتفاق والأخطر من ذلك التداعيات التي ستترتب على ذلك.

https://p.dw.com/p/4Jra0
منشاة نطنز للأبحاث النووية في إيران (10/04/2021)
منشاة نطنز للأبحاث النووية في إيران (أرشيف)صورة من: Alfred Yaghobzadeh/SalamPix/abaca/picture alliance

تبددت الآمال في تحقيق نجاح وشيك في المحادثات النووية مع إيران. فلا الولايات المتحدة الأمريكية ولا الحكومة في طهران راغبتان في الوقت الحالي في مواصلة التفاوض بشأن برنامج إيران النووي، مما يعني تعليق المحادثات المتقدمة الأخيرة لإحياء  الاتفاق النووي للعام 2015  أو ما يعرف بـ "خطة العمل الشاملة المشتركة" (JCPOA).

وقال المبعوث الأمريكي الخاص المعني بالمحادثات النووية مع إيران، روبرت مالي مؤخراً، في الوقت الحالي، لم تعد الولايات المتحدة الأمريكية ترغب في محاولة إحياء الاتفاق النووي مع إيران. وقال مالي إنه مع ترك الباب مفتوحا للمفاوضات، فإن الإدارة الأمريكية ستركز الآن على سياسة العقوبات والضغط. وأشار إلى تعامل قوات الأمن الإيرانية مع المتظاهرين المناهضين للحكومة في إيران وكذلك تصدير شحنات تصنيع طائرات بدون طيار إلى روسيا كسبب في تغيير مسار المحادثات. كما أن المفاوضات خلال محادثات فيينا للتوصل إلى حل وسط لم تنجح طوال عدة أشهر في إنهاء الخلاف حول الاتفاق.

توتر بين الغرب وطهران
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي (يسار) ونائب الرئيس الإيراني ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيراني، محمد إسلامي خلال مخادثات فيينا في نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي.صورة من: Leonhard Foeger/REUTERS

من جهتها شككت إيران أيضاً في المحادثات المتفق عليها في السابق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الأنشطة والمواقع النووية المصنفة سابقاً. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عن نائب الرئيس الإيراني ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، قوله في طهران إن "زيارة وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليست على جدول الأعمال في الوقت الحالي".

الغرب يفقد الثقة بطهران!

يقول ماركوس شنايدر، رئيس مشروع السلام والأمن الإقليميين في مؤسسة "فريدريش إيبرت" في منطقة الشرق الأوسط، في مقابلة مع DW، إن المفاوضات لم تسر على ما يرام منذ مدة. وقد أوضح له أشخاص مقربون من الوفد الألماني المفاوض أنهم يفتقدون الثقة في الآونة الأخيرة. وقال شنايدر: "لدى المفاوضين الغربيين انطباع بأن إيران لم تعد تريد الاتفاق بشكل أساسي". فكلما كان الاتفاق على وشك الحدوث، جاءت مطالب جديدة من إيران. في هذا الصدد، ظلت المفاوضات صعبة للغاية ".

في غضون ذلك، تشددت مواقف الجانبين، بحسب شنايدر. "الآن بعد أن فاز الجمهوريون بالأغلبية في مجلس النواب بعد انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة الأمريكية، سيصبح من الصعب على إدارة بايدن تقديم تنازلات لإيران". على العكس من ذلك، كانت الظروف في إيران مختلفة بشكل كلي عن تلك التي كانت في عام 2015، عندما كانت الحكومة الإصلاحية في ذلك الوقت على استعداد لتقديم تنازلات مع الغرب. من ناحية أخرى، فإن الحكومة الحالية معادية للغرب بشكل كبير، "في هذا الصدد، لم يعد الغرب ببساطة لديه أي ثقة في أن هذه الحكومة تريد بالفعل إبرام اتفاق".

اجتماع أطراف الإتفاق النووي في فيينا ديسمبر/ كانون الأول 2021
اجتماع أطراف الإتفاق النووي في فيينا ديسمبر/ كانون الأول 2021صورة من: EU Vienna Delegation/AA/picture alliance

في تغريدة حديثة على موقع "تويتر"، يسرد الباحث في الشأن الإيراني، علي فائز من مجموعة الأزمات الدولية، عدداً من الإجراءات التي اتخذها الغرب والمجتمع الدولي مؤخرًا ضد إيران، لا علاقة لها بـ "النجاحات الدبلوماسية" التي يُزعم أن طهران أعلنت عنها. لكن هناك أيضاً حوافز قوية لإيران للعودة إلى الاتفاق، بحسب موقع "المونيتور" المختص بشؤون الشرق الأوسط. إذا تم التوصل إلى اتفاق، يمكن لإيران "توقع رفع العقوبات المالية وعقوبات على الطاقة والإفراج عن أصول بمليارات الدولارات".

في المقابل قد يستفيد الغرب من مليون إلى مليون ونصف برميل من النفط الإيراني، الذي يجد طريقه بعد ذلك إلى السوق العالمية. بالنظر إلى خفض أوبك إنتاجها بمقدار 2 مليون برميل يومياً، سيكون ذلك بمثابة "تخفيف عبء" كبير.

ماذا عن الخطة "ب" في واشنطن؟

في حالة لم يتم التوصل إلى اتفاق، فمن المرجح أن تصبح العلاقة بين إيران والغرب "أكثر توتراً"، كما يقول ماركوس شنايدر. على الأقل في المجموعة الحالية، ليس لدى إيران سبب وجيه للاعتماد على التقارب مع الغرب، "لأنه من وجهة نظر طهران، ستظل العقوبات سارية إما بسبب المحادثات النووية التي لم يتم حلها أو بسبب رد الفعل العنيف على الاحتجاجات. لهذا السبب لن يكون هناك استعداد كبير لتقديم تنازلات". لكن إن لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق، فإن "التوترات ستزداد"، بحسب تحليل أجرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.

في هذه الحالة يمكن للولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي "فرض مزيد من العقوبات ودعم التخريب الإسرائيلي السري للمنشآت النووية الإيرانية ودعم التحالف الناشئ ضد إيران من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل".

المبعوث الأمريكي الخاص المعني بالمحادثات النووية مع إيران، روبرت مالي
المبعوث الأمريكي الخاص المعني بالمحادثات النووية مع إيران، روبرت ماليصورة من: Rod Lamkey/CNP/picture alliance

"الغرب قد يفكر حتى في التدخل العسكري المباشر". فقد يعمل البيت الأبيض على "خطة بديلة" في حال فشلت المحادثات في نهاية المطاف، وفق "فورين بوليسي".

 يمكن للولايات المتحدة الأمريكية، على سبيل المثال، تسريع توريد أنظمة دفاع مهمة مثل الطائرات الصهريجية الخاصة بضربات جوية طويلة المدى لإسرائيل. وهذا سيمكنها من ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية. ونقلت المجلة عن دبلوماسي أوروبي لم تكشف عن اسمه قوله إن "التدخل العسكري من أمريكا نفسها أمر يمكن تصوره"・.

الخروج من الاتفاق "مخاطرة كبيرة"

يرى شنايدر أن الحل العسكري ينطوي على "مخاطرة كبيرة"، لأنه يمكن أن يتطور بسهولة إلى توتر إقليمي ويؤدي إلى تنشيط الميليشيات المرتبطة بإيران في لبنان والعراق واليمن وسوريا. وأضاف أن "النظام في طهران أظهر في الماضي قدرته على مهاجمة البنية التحتية للنفط والغاز في السعودية وكذلك في الامارات". مثل هذا التطور سيكون له عواقب اقتصادية في أوروبا أيضاً. ويتوقع شنايدر ارتفاع سعر النفط في ألمانيا إلى مستوى غير مسبوق، و"لهذا السبب أعتقد أنه من الضروري عدم الخروج من المفاوضات النووية. في الوقت نفسه، الاتفاقية مجمدة في الوقت الحالي. ولا يلوح حل سهل في الأفق لحد الآن".

كيرستن كنيب / إ.م