1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تناول اللحوم بـ"أخلاق" في عصر التغير المناخي.. هل ذلك ممكن؟

١٧ يوليو ٢٠٢٣

التوقف عن تناول اللحوم يتطلب إرادة كبيرة. لكن هناك من يرى أن التحوّل إلى النمط النباتي غير ممكن لكل سكان العالم، فهل يمكن الاستمرار في تناول اللحوم لكن بشكل أخلاقي ومناسب للبيئة؟

https://p.dw.com/p/4Tx8l
أكل اللحوم وحماية البيئة.. هل يمكن تحقيق المعادلة؟
أكل اللحوم وحماية البيئة.. هل يمكن تحقيق المعادلة؟صورة من: picture alliance/Zoonar

من السلبيات الكبيرة للنمط الغذائي القائم على تناول اللحومهي التداعيات على المناخ. الصناعة الحيوانية تتطلب مساحات كبيرة من الأراضي، خصوصا عندما يتعلق الأمر بلحوم البقر.

هذه الحيوانات المعدة للذبح أو للحليب ومشتقاته تحتاج بدورها إلى تغذية كثيفة وموارد مائية ضخمة، فالبرازيل لوحدها تتوفر على قطيع يقدر بحوالي ربع مليار رأس من البقر، عدد كبير منها موجهة للتصدير، ما يعني قطع مساحات من الأشجار لتوفير مساحات للرعي ولزراعة العلف.

كذلك تربية هذه القطعان الضخمة من المواشي وبنسبة أقل الدواجن تتسبب بإنتاج كميات مقلقة من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ومن هذه الغازات هناك ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز. ومن ذلك أن كيلوغراما واحداً من اللحوم الحمراء يخلف حوالي 60 كيلوغراما من ثاني أوكسيد الكربون.

ما مدى صحة التغذية الخضرية؟

لكن عددا كبيراً من الناس لا يستطيعون التحوّل إلى النظام الغذائي النباتي، بسبب تعودهم على تناول اللحوم وغياب ثقافة نباتية في مجتمعاتهم وهناك منهم من لا يستطيع توديع الأكل السريع القائم في جزء منه على اللحوم .

ويدفع  عدد من النشطاء البيئيين وحقوق الحيوان إلى نمط غذائي نباتي، مستشهدين بالأخطار المناخية الكبيرة للصناعة الحيوانية، وكذلك ما تختزنه هذه الصناعة ممّا يعتبرونه انتهاكا ممنهجا لحقوق الحيوانات ولسلسلة الغذاء الطبيعية.

لكن هناك من يرى أن اقتصار البشر على الغذاء النباتي لن يكفي سكان العالم لتلبية حاجياتهم الغذائية، وأن النمط النباتي ليس حلاً في ظل عدم قدرة سكان مناطق عديدة على إيجاد غذاء نباتي كافي.

موقع Healthline (هيلث لاين) الأمريكي المتخصص في الصحة، يقدم عددا من النصائح للراغبين في الاستمرار في أكل اللحوم، لكن دون الإضرار، أو تقليل الإضرار بالبيئة. وأول النصائح التقليل من اللحوم التي يخلّف إنتاجها نسبا كبيرة من غازات الاحتباس الحراري، كلحم البقر، مقابل التوجه نحو اللحوم التي تخلف نسباً أقل، ومن ذلك الدواجن.

كذلك يجب التوجه نحو استهلاك اللحوم الحمراء بشكل معتدل، والحرص على غذاء متوازن خصوصا أن هناك خضراوات وقطنيات غنية بالبروتينات، وليست اللحوم لوحدها من تتيح تزويد الجسن بالبروتينات الضرورية، ويعطي الموقع عدة أمثلة لأغذية ذات أصل نباتي غنية بالبروتينات، منها الفاصوليا والبازلاء والكينوا وبذور القنب والمكسرات.

النصيحة الثالثة هي تقليل هدر الطعام، أي الحرص على شراء الطعام الذي يحتاجه الفرد دون إفراط يجعل نسبة منه تنتهي في المخلفات، ومن شأن اعتماد استراتيجية لخفض هدر الطعام أن تقلل من استهلاك اللحوم، كما تتيح خفض فاتورة الاستهلاك.

وفيما يخصّ الحرص على تناول اللحوم التي يتم إنتاجها على الصعيد المحلي، وهي نصيحة منتشرة حسب الموقع، فإن تأثيرها يبقى محدوداً للغاية، بما أن نقل اللحوم من مكان لآخر لا يساهم بإنتاج كميات كبيرة من غازات الاحتباس الحراري، بينما فوائد استهلاك اللحوم المنتجة محليا له دور أكبر في دعم الاقتصاد المحلي.

إ.ع/ أ.ح